بعد أيام قليلة من مقتل إبراهيم بنجلون، أمير حركة "شام الإسلام" في معركة الأنفال بسوريا، حتى سقط اليوم مغربي اخر، اسمه معروف ضمن سجناء السلفية الذين التحقوا مؤخراً بصفوف المجاهدين في سوريا. الأمر يتعلق بأنس الحلوي، الناطق الرسمي باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين ،والذي غادر قبل شهور الى سوريا. المعلومات المتوفرة، تشير إلى ان الحلوي، الذي سبق أن اعتقل في المغرب على خلفية قضايا تتعلق بالإرهاب، قتل في معركة الساحل، وهي المعركة التي سقط فيها شباب مغاربة كثر. وكان انس الحلوي التحق في دجنبر الماضي بصفوف المجاهدين في سوريا. وبعد مضي قرابة شهر على التحاقه بالمجاهدين في سوريا، وضعت زوجة أنس الحلوي، الناطق الرسمي السابق باسم اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، رسالة لدى فرع اللجنة بفاس، وهي الرسالة التي تحكي تفاصيل اختيار أنس الحلوي القتال إلى جانب الجيش الحر في سوريا في رحلة قد تكون بعودة. المعلومات المتوفرة، تشير إلى أن "قصة سفر الحلوي بقيت طي الكتمان إلى حين وصوله إلى أرض الشام"، وظل الحلوي على علاقة باللجنة المشتركة إلى غاية أوائل دجنبر الماضي، حيث قدم استقالته من اللجنة، وكان أمر سفره إلى سوريا ساعتها محسوما، لذلك اختار أن يقطع علاقته باللجنة التي تدافع عن المعتقلين الإسلاميين درءا للشبهات عن نفسه من جهة، وعن اللجنة من جهة أخرى. الرسالة هي بمثابة كرونولوجيا حياة سلفي دخل السجن بتهمة إرهابية، ثم غادره ليعود إليه مرات متتالية، وقد حرص الحلوي أن يقدم نفسه كنموذج "لمعتقلي قضايا الإرهاب ومساراتهم بعض مغادرة الأسوار". وهو يدرك أن ما أقدم عليه من خلال سفره إلى سوريا ستكون له تبعات على كل المعتقلين الآخرين الذين غادوروا السجون وأيضا الذين لا يزالون يقضون عقوبات. ويقول في هذا الصدد "قد يقال بعد رحيلي تكفيري آخر يلتحق بركب المتطرفين، أو مثقل بأعباء الدنيا فضل الهروب منها على مواجهة مصاعبها، أو متعطش للدماء لقي ما تصبوا إليه نفسه بعد طول تربص وانتظار، كما قد يقال بأن الدولة حسنا فعلت حين زجت بأبناء التيار السلفي في غياهب السجون، فها هو ذا نموذج آخر لسجين أطلق سراحه فاختار طريق الهدم على طريق البناء، و فضل الموت على الحياة". وأكد أنس "قررت أن أخط هذه الأسطر قبل هجرتي لا أدري إن كانت ستنتهي بي إلى حيث أريد أو أن الأيادي التي وضعت الأصفاد في معصمي ذات مرة ستحول بيني و بينها، فلا يقولن قائل أني استخفيت أو اتخذت من العمل الحقوقي غطاء أتستر به على نواياي المتطرفة". وعن سبب اختاره الجهاد في سوريا "حركتني الرغبة فيما عند الله فهو خير و أبقى و لا نقول في دار الفناء حتى و إن تزينت و أقبلت علينا". ويضيف "سيقول المتربصون حركته شهوة الدماء فأقول، لم تبدر مني بادرة عنف واحدة طوال مدة إقامتي ببلدي الذي أحبه و سأحبه حتى آخر رمق في حياتي و قد وقع علي من الظلم ما تنوء بحمله الجبال الرواسي، زجوا بي في معتقلاتهم و لست بحاجة لسرد ما تعرضت له من تعذيب، ومع ذلك ما تركت لحال سبيلي".