كشفت البيانات الصادرة عن مجموعة مناجم برسم السنة المالية 2017، عن تسجيل زيادة مهمة في الأرباح بلغت نسبتها 204 في المائة مقارنة مع 2016، مستفيدة من ارتفاع أسعار المعادن، ما مكن من تحقيق أرباح صافية – حصة المجموعة 879 مليون درهم في نهاية 2017، مقارنة مع 288 مليون درهم خلال 2016. واستفادت المجموعة من الإجراءات التي اتخذتها خلال السنوات الأخيرة في سياق انخفاض أسعار المعادن، وعلى الخصوص الزيادات المتتالية في قدراتها الإنتاجية والمجهود الاستثماري الذي بذلته للرفع من أدائها. وأشارت المجموعة إلى أنها واصلت تنفيذ استراتيجيتها التنموية خلال سنة 2017، والتي بلغ حجم استثماراتها خلالها 1.2 مليار درهم، 235 مليون درهم في مجال الاستكشافات والتنقيب، والتي أسفرت عن زيادة العمر المتوقع لمناجمها الأساسية في إميضر ودراع بواقع عامين إضافيين، وتعويض ما تم استخراجه في المناجم الأخرى. وأوضحت المجموعة في بيان حول نتائجها السنوية للعام الماضي، أن مبيعاتها خلال 2017، ارتفعت بنسبة 19 في المائة في سياق ملائم، تميز بارتفاع أسعار المعادن الثمينة والأساسية. وتجاوز رقم معاملاتها سقف 5.2 مليار درهم في 2017 مقابل 4.4 مليار درهم في 2016. وفي هذا السياق، سجلت نتيجة الاستغلال ارتفاعا بنسبة 99 في المائة، لتبلغ 1.33 مليار درهم، مستفيدة بالإضافة إلى ارتفاع رقم المعاملات، من الأرباح الاستثنائية الناتجة عن بيع حصص في مشروع "لاميكال" لاستغلال النحاس بالكونغو الديمقراطية للمجموعة الصينية وانباو. وأشار البيان إلى أن مناجم تمكنت خلال العام الماضي، من تقليص حجم مديونيتها بحوالي 50 في المائة، وإنزالها إلى مستوى 2.2 مليار درهم. كما ذكر أن المجموعة اتخذت عدة تدابير لتحسين وضعها المالي، خصوصا من خلال الزيادة في رأسمالها بمبلغ 973 مليون درهم، وذلك عبر إصدار 832.6 ألف سهم جديد بسعر 1169 درهم للسهم، خصص الاكتتاب فيها للمساهمين في الشركة. ويتوزع رأسمال مجموعة مناجم بين كل من الشركة الوطنية للاستثمار بحصة 81.4 في المائة والصندوق المهني المغربي للتقاعد بحصة 8.2 في المائة، و10.4 في المائة في حوزة مستثمرين آخرين في البورصة. وبخصوص آفاق نشاط المجموعة، أكدت مناجم أنها ستواصل تنفيذ مخططها التنموي، مشيرة على الخصوص إلى قرب إطلاق مشروع توسعة مصنعها للذهب في السودان بهدف مضاعفة إنتاجه، وقرب انطلاق أشغال بناء منجم "تريكا" للذهب في غينيا بعد أن استوفت الدراسات المتعلقة به، والتي أكدت وجود مخزون يناهز مليون أونصة من الذهب. واستثمرت 100 مليون دولار أمريكي من أجل تشييد منجم الذهب في غينيا، حيث تعادل إنتاجية المنجم حسب التوقعات 100 ألف أوقية من الذهب في السنة، وستتم مباشرة أول إنتاج تجاري للمشروع خلال سنة 2019. ووقعت المجموعة، قبل سنة، اتفاقية التعدين حول مشروع "Tri-K" مع جمهورية غينيا، ويهدف المشروع الذي يعد جزءا من استراتيجية مجموعة "مناجم"، إلى تحقيق إنتاج 250 ألف أوقية من الذهب مستقبلا، لاسيما في إفريقيا جنوب الصحراء. ويعد المشروع الخطوة الأولى من خطة التنمية التي أطلقتها مناجم المغرب في غرب إفريقيا. فضلا عن هذا، تواصل المجموعة توسعة مناجم إميضر للفضة، والتي تعتزم رفع قدراتها الإنتاجية بنحو 30 في المائة، إضافة إلى تطوير منجم تيزيرت وسط جبال الأطلس، والذي أثبتت الدراسات وجود مخزون يناهز 600 ألف طن من النحاس. وكانت مناجم عمدت منتصف السنة الماضية، إلى زيادة رأسمالها بقرابة مليار درهم، بهدف مواجهة متطلبات المخطط التنموي للشركة في المغرب وإفريقيا. علما أن الرأسمال الاجتماعي للشركة كان في حدود 915.9 مليون درهم، ما يعني مضاعفة رأسمال الشركة. وتهدف هذه الزيادة في الرأسمال، إلى تحسين المركز المالي لشركة مناجم، كبرى شركات القطاع الخاص في مجال التعدين والصناعات المعدنية بالمغرب، وتمكينها من حجم ملائم لطموحاتها الإقليمية. وسترفع الزيادة الجديدة المرتقبة في رأسمال الشركة بشكل كبير من قدرتها على تعبئة التمويلات البنكية والقدرة على الاقتراض من الأسواق المالية.