هجرة الشباب المغاربة إلى إسبانيا تعود إلى الواجهة بقوة، بعدما تراجعت في السنوات العشر الأخيرة، إذ أصبحوا يتصدرون قائمة المهاجرين السريين الأفارقة، الذين يخاطرون بحياتهم من أجل الوصول، إلى إسبانيا خلال السنة الجارية. هذا ما كشفه تقرير أصدرته المفوضية الأوروبية، يوم أول أمس الأربعاء. التقرير كشف أن 3084 مهاجرا غير نظامي دخلوا إسبانيا بطرق غير قانونية في 2018، مقابل 3260 خلال السنة الماضية. وأبرز أن المغاربة يمثلون 17 في المائة من مجموع المهاجرين، والغينيين 17 في المائة، والماليين 15 في المائة، والمنحدرين من ساحل العاج 13 في المائة والغامبيين 11 في المائة. بينما في الأشهر الثلاثة الأولى من سنة 2017 كان المغاربة يمثلون 21 في المائة، والجزائريون 18 في المائة، والمنحدرون من ساحل العاج 13 في المائة، والغينيون 13 في المائة، والغابيون 11 في المائة. وأشار التقرير إلى أن المهاجرين المغاربة وغيرهم من الذين اختاروا العبور نحو إسبانيا، انطلاقا من سواحل المملكة، وصلوا إلى إسبانيا على متن قوارب الموت أو عبر اقتحام السياجات الحدودية للمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية. ومن أجل تجاوز ذلك أشار التقرير إلى ضرورة ترحيل المهاجرين السريين المغاربة، وفي هذا يقول التقرير: "هناك حاجة إلى إجراءات أسرع"، وترحيل أكبر عدد من المهاجرين، وإعادة توطينهم في بلدانهم الأصلية. تقارير غربية أشارت إلى أن تصدر المغاربة خلال السنة الماضية والسنة الجارية قائمة المهاجرين السريين الأفارقة، الذين اختاروا العبور إلى إسبانيا، يرجع بالأساس إلى المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي يتخبط فيها المغرب، مما أدى إلى انسداد الأفق في وجه الشباب؛ علاوة على بعض الاحتجاجات التي تشهدها المملكة، والتي ساهمت ولو بدرجة أقل في ارتفاع عدد الشباب الراغبين في العبور إلى أوروبا، في ما يبقى العامل الأبرز الذي جعل مهاجري إفريقيا جنوب الصحراء يتدفقون على المغرب منذ السنة الماضية يعود إلى الفوضى التي تعيش على إيقاعها ليبيا، ما دفع المهاجرين إلى التوجه صوب المغرب. وكان تقرير لوزارة الداخلية المغربية كشف أن الأمن منع حوالي 50 ألف مهاجر غير نظامي سنة 2017، من استغلال السواحل المغربية للعبور إلى أوروبا، كما أشار إلى التدخلات الأمنية التي قامت بتفكيك 73 شبكة نشيطة في تهريب البشر. رقم مهول قدمته الداخلية المغربية يتمثل في كون الأمن فكك منذ سنة 2002، حوالي 3207 شبكة نشيطة للهجرة السرية، كما استطاعت المملكة ترحيل، إراديا، نحو 24 ألف مهاجر إفريقي.