خرج نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، بتصريحات قوية، ينتقد فيها التوجهات الحكومية الحالية، ويدعو حكومة سعد الدين العثماني للاستفادة من تجارب الحكومات السابقة. بركة، الذي حل مساء أمس السبت في لقاء تواصلي مع أعضاء حزبه بوجدة، كال سيلا من الانتقادات لحكومة العثماني، حسب ما نقله الموقع الرسمي لحزبه، خصوصا لآدائها الاقتصادي، حيث اعتبر أن اعتماد الليبرالية المتوحشة، أضر بالقدرة الشرائية للمواطنين، وأن التوجهات الحكومية الحالية تعاكس روح التضامن والعدالة والاجتماعية والإنصاف المجالي، موضحا أنه لا يمكن الحديث عن العدالة الاجتماعية وضرب القدرة الشرائية في الوقت ذاته. كما اعتبر بركة، أن الزيادة في أسعار المواد الاستهلاكية وتجميد الأجور، استهداف للطبقة المتوسطة، مضيفا أن الحكومة من خلال تجميد الأجور تعكل فاعلية الاستثمار وتقلص فرص الشغل. واتهم بركة، الحكومة الحالية، بتهميش الأقاليم النائية والحدودية، كما يحصل في أقاليم جهة الشرق التي تتخبط في وضعية متأزمة، على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. واستحضر بركة نموذج حكومة عباس الفاسي التي قادها حزبه، والتي حسب قوله لم ترفع من أسعار المواد الاستهلاكية، بالرغم من ارتفاعها في السوق العالمية، وحافظت على استقرار الأسعار على الصعيد الوطني، كما اتخذت تدابير للحفاظ على القدرة الشرائية، من خلال الرفع من الأجور وتخفيض الضرائب، وحماية النسيج المقاولاتي، وتشجيعه عبر التحفيزات الضريبية. وشدد بركة على ضرورة استخلاص الدروس من أخطاء الماضي على مستوى التدبير الحكومي، والإسراع ببلورة النموذج التنموي الجديد تفعيلا لتوجهات جلالة الملك،مؤكدا أن حزب الاستقلال بادر إلى بلورة تصورهومقترحاته بهذا الخصوص،مبرزا أن الحزب ينطلق في ذلك من مرجعيته وتوابثهالمرتكزة على الدين الاسلامي السمح دين الاعتدال والوسطية، وحماية الوحدة التربية والاقتناع بالملكية الدستورية. من جانب آخر، وبعد التصدع الذي عرفه حزب الاستقلال منذ مؤتمره الأخير، دعا بركة أمام أعضاء حزبه إلى تحقيق مصالحة بين الاستقلاليين والاستقلاليات، بتكاثف الجهود واعتماد نفد ذاتي، مشيرا إلى أن انعقاد المجالس الإقليمية خلال شهر مارس الحالي، فرصة سانحة لتحقيق هذه المصالحة وإعادة تنظيم الهياكل والأجهزة الحزبية على أسس ثمينة.