تجنبا لتطور أزمة صامتة أخذت تلوح في الأفق بين المغرب والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، هورست كوهلر، وجهت الرباط دعوة رسمية إلى كوهلر لزيارتها قصد «تدقيق» تفاصيل المفاوضات المرتقبة، و«تصويب» مسار التسوية الأممي ووضعه في سياقه. يأتي هذا بعد عدول الوفد المغربي، في آخر لحظة، عن الالتحاق بالعاصمة الألمانية برلين لحضور اللقاء الثنائي الذي كان يرتقب أن يجمعه بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، في إطار المفاوضات غير المباشرة بينه وبين جبهة البوليساريو الانفصالية. مصادر مطلعة رجحت أن يصل المبعوث الأممي يوم الجمعة المقبل إلى المغرب، وذكرت أنه سيجتمع بمسؤولين في وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، قصد التذاكر حول تصوره للقضية وطريقة تعامله مع المفاوضات المرتقبة. اللقاء المرتقب يعقب محاولات هورست كوهلر لإقحام جهات أخرى في مسار التفاوض حول القضية، وفي سياق تحركاته داخل إفريقيا وأوروبا، والمتمثلة في اللقاء الأخير الذي جمعه برئيس الاتحاد الإفريقي، الرواندي بول كاغامي، ورئيس المفوضية الإفريقية، موسى فقي، في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، فضلا عن اللقاء الذي جمعه بمفوض الأمن والسلام الجزائري، إسماعيل شرقي، في العاصمة البلجيكية بروكسيل. الموساوي العجلاوي، الخبير في ملف الصحراء، قال إن «خطوة المغرب هذه تعتبر إشارة واضحة لكوهلر إلى أن قواعد اللعبة يجب أن تحضر في الرباط أيضا، وليس في برلين أو أديس أبابا أو بروكسيل»، موضحا أن «المغرب يرفض أن تملى عليه حسابات أو أرقام جديدة، بل إنه يسعى إلى تكريس مكانه الطبيعي باعتباره طرفا رئيسا في الملف».