شهد سجن مدينة ليتشي، بجنوب إيطاليا، نهاية الأسبوع، انتحار سجين مغربي، يبلغ من العمر 59 سنة، وعثر عليه حراس السجن معلقاً إلى نافذة الزنزانة، بواسطة حبل صنعه من الغطاء الذي يستعمله للنوم. ولم تفلح تدخلات ممرضي السجن ولا فريق الإسعاف الذي حل بالسجن في إنقاذ حياته. وليست هذه هي حالة الانتحار الوحيدة التي عرفتها السجون الإيطالية في الآونة الأخيرة، ففي أقل من شهرين ومنذ العاشر من شهر دجنبر الماضي انتحر ثلاثة مغاربة آخرين في سجون متفرقة بإيطاليا. وكان سجن سان فيتوري بضواحي مدينة ميلانو الإيطالية، قد عرف منتصف شهر دجنبر الماضي، حادث انتحار سجين مغربي يبلغ من العمر 20 سنة، كان يقضي عقوبة سجنية تدوم حتى سنة 2020، بعدما أدين في قضية سرقة. وقبل ذلك بأيام قليلة كان مغربي ثالث، يبلغ من العمر 36 سنة، قد توفي بالمستشفى ، ولم يفلح الأطباء في إنقاذه بعد نقله إلى المستشفى في حالة صحية جد حرجة، بعدما أقدم على إنهاء حياته. وبتاريخ 14 يناير لقي مغربي آخر، يبلغ من العمر 42 سنة، مصرعه بعما أقدم على تصفية نفسه داخل زنزانة بسجن "أوتا"، بجزيرة سردينيا. وتتعرض إيطاليا لانتقادات كثيرة من طرف دول الاتحاد الأوربي بسبب الوضعية المأساوية لسجونها، المعروفة بالاكتضاض والذي فاقت نسبته 115 في المائة سنة 2016. وتشهد حالات الانتحار ارتفاعاً كبيراً وسط السجناء بإيطاليا، إذ سُجلت أكثر من 50 حالة انتحار خلال ثلاث سنوات، وليس السجناء وحدهم من تدفعهم ظروف السجن للانتحار بل حتى شرطة السجون، ففي السنوات الثلاث الأخيرة أنهى 56 حارس سجن حياتهم بنفسهم. ويبلغ عدد المغاربة الذين يقبعون في السجون الإيطالية، بحسب آخر الإحصاءات الرسمية، أكثر من ثلاثة آلاف سجين، ويشكلون أول الأجانب في السجون الإيطالية.