إسبانيا تَلتف على الانتقادات الأوروبية والدولية التي تتعرض لها بسبب توالي سقوط الحمالين المغاربة في "معابر الموت" الحدودية بين المدينتين المحتلتين سبتة ومليلية والداخل المغربي، وتُحمل، في نفس الوقت، المغرب مسؤولية سقوط ثلاثة قتلى في أسبوع بين معابر الثغرين المحتلين. وكإجراء أولي، قامت السلطات الإسبانية بإغلاق المعبر الحدودي "الحي الصيني" في مليلية الذي شهد يوم أول أمس الاثنين مصرع حمال مغربي يبلغ من العمر 39 عاما، لينضاف إلى الحمالتين اللتين لقيتا حتفهما في معبر باب سبتة 2 يوم الاثنين قبل الماضي، لتصل الحصيلة إلى 7 قتلى في 12 شهرا تقريبا. خوان خوسي إمبرودا، رئيس مدينة مليلية عن الحزب الشعبي الحاكم في إسبانيا، حاول تبريء إسبانيا من مآسي الحمالات والحمالين المغاربة، بالتأكيد على أن "المغرب هو المسؤول عما حدث، نظرا إلى أنه لم يحفظ النظام في الجانب الذي يديره" بخصوص ولوج آلاف الحمالين إلى مليلية. وحذر المسؤول ذاته السلطات المغربية من سقوط المزيد من القتلى في حالة استمر الوضع على ما هو عليه. ولا يقتصر الأمر على الحكومة المحلية، بل حتى نقابات الأمن الإسباني انتقدت السلطات المغربية، متهمة إياها بعدم التعاون بشكل جيد في الحدود، ما يتسبب في سقوط قتلى بين الحمالين. ومن أجل معرفة وجهة نظر الحكومة المغربية حول الحادث، و"الاتهامات" الموجهة إليها من قبل الإسبان، اتصلنا بمصطفى الخلفي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان والناطق باسم الحكومة، وبعبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية، لكن هاتفيهما ظلا يرنان دون مجيب، ولم يردا على رسالتين نصيتين. المسؤول الإسباني كشف وجود 10 آلاف حمال يريدون دخول المدينة عن طريق التدافع. وفي هذا الصدد، قال: "من غير المقبول أن يحاول 10 آلاف شخص ولوج المدينة بهذه الطريق (التدافع) في تسابق من أجل من سيدخل الأول". كما أشار إلى أن حكومته ستتخذ إجراءات جديدة التي بدأت بإغلاق المعبر مؤقتا.