في الوقت الذي كانت كل الأنظار متوجهة في المغرب وإسبانيا، يوم أول أمس الاثنين، إلى مأساة مصرع "شهيدتي لقمة العيش"، بعد تدافع قوي بين الحمالات في الجانب المغربي من معبر "باب سبتة 2″، المخصص للتهريب المعيشي، كانت السواحل المغربية والإسبانية قبالة جزر الكناري تشهد فاجعة أخرى، بعد اختراق المياه ل"قارب موت" كان على متنه 27 شابا مغربيا على الأقل، بينهم قاصرون، وهي المأساة التي انتهت بمصرع 7 شبان مغاربة، بعضهم ينحدر من الأقاليم الجنوبية، حسب وكالتي الأنباء "أوروبا بريس" و"إيفي" ومواقع محلية بجزر الكناري. المصادر ذاتها كشفت أن القارب ، خرج من سواحل مدينة طرفاية بالأقاليم الجنوبية للمملكة وعلى متنه 27 شابا على الأقل، يوم السبت الماضي، قبل أن ترصده مصالح الإنقاذ الإسبانية في شاطئ "لابلايا باستيان" بجزيرة "لانثاروتي" التابعة لجزر الكناري، والتي تبعد عن طرفاية ب130 كيلومترا، مساء أول أمس الاثنين، وتتدخل من أجل إنقاذ المهاجرين المغاربة الذين كان بعضهم اضطر إلى القفز إلى الماء، فيما عثر على خمسة في القارب ماتوا متأثرين بالبرد، في لقي اثنين آخرين حتفهم متأثرين، أيضا، بالبرد بعد نقلهما للمستشفى. مصالح الإنقاذ الإسبانية كشفت أنها عثرت على جثامين 5 شبان مغاربة في القارب، كما أخرجت من الماء مغربيين آخرين ونقلتهما على وجه السرعة إلى المستشفى، غير أنهما توفيا متأثرين بنوبة قلبية تنفسية، فيما تُنتظر نتائج التشريح الطبي لمعرفة سباب وفاة الخمسة الآخرين، رغم ترجيح المصادر ذاتها إمكانية أن يكونوا ماتوا متأثرين بانخفاض درجة حرارة أجسامهم بعد 48 ساعة من الإبحار في ظل موجة برد شديدة ورياح قوية في السواحل المغربية والإسبانية في الجنوب. متحدث باسم الصليب الأحمر، المنظمة التي شاركت في عملية إنقاذ وتقديم الإسعافات الأولية للشباب المغاربة في عرض البحر، أوضح ل"أوربا بريس" أن عددا مهما من المهاجرين ال27 قاصرون، مشيرا إلى إمكانية أن يكون البعض منهم ينحدر من الأقاليم الجنوبية، والبعض الآخر من الداخل المغربي. وأضاف المصدر عينه، أن السلطات الإسبانية فتحت تحقيقا للكشف عن حيثيات وأسباب وفاة الشبان المغاربة. على صعيد متصل، كشفت مصادر محلية أن السلطات الإسبانية اعتقلت أحد الناجين بعد العثور لديه على مبلغ 9000 درهم، إذ ترجح أن يكون أحد أفراد الشبكة الإجرامية المتخصصة في تهريب البشر بين طرفاية وجزر الكناري. وأضافت أن المشتبه فيه سيحال على القضاء في الساعات المقبلة. هذا وتناقلت وسائل الإعلام الإسبانية صور ومشاهد مقززة ومؤلمة تؤرخ للحظة إنقاذ المهاجرين المغاربة، وتقديم الإسعافات الضرورية، بعضهم ملقى على الأرض، وآخرون أغمي عليهم، إلى جانب جثث بعض الضحايا.