وجه الأمير مولاي هشام، انتقادات واسعة إلى سياسات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، متهما إياه بجر المملكة إلى منزلقات خطيرة، وبحصد الكثير من الإخفاقات على المستوى الإقليمي، بالإضافة إلى سعيه للتطبيع مع إسرائيل. وفي مقال نشره على صحيفة القدس العربي، اعتبر الأمير هشام أن الأحداث الجارية في السعودية تكتسي أهمية قصوى بالنسبة لمستقبل المنطقة، مسجلا أن صعود بن سلمان جاء اعتمادا على ثلاث ركائز هي توطيد سلطة أسرته الحاكم، وتحديث الاقتصاد، وإعادة توجيه السياسة الخارجية. واعتبر أن رغبة الأمير بن سلمان في توطيد الحكم أدت إلى اعتقال المسؤولين الذي اتهموا بالفساد ومنهم العديد من الأمراء، مشيرا إلى أن محاولة نقل النظام الملكي السعودي من الخلافة الأفقية (أي انتقال الملك من أخ إلى أخ من أبناء الملك المؤسس) إلى الخلافة العمودية (من الملك إلى إبنه)، سيدفع إلى إعادة ترتيب الأوضاع والتراكمات التي عرفتها التقاليد السياسية في البلاد منذ نصف قرن. كما شدد على أن ابن سلمان وعلى خلاف سابقيه الذين بنوا سلطتهم على مناصرة الأسرة والعشيرة، انتهج نوعا جديدا من الخطاب الشعبوي، عبر استعماله نفوذه على أجهزة الأمن لإخماد تحركات خصومه. وتحدث الأمير هشام عن سياسة ابن سلمان الخارجية التي تقوم على معاداة إيران والتقرب من إسرائيل، حيث قال الأمير هشام إن السعودية لم تتمكن من إقناع الولاياتالمتحدة وإسرائيل بشن هجوم على إيران، التي لا تملك في الوقت الراهن إلا الانتظار بأن يقبل محمد بن سلمان في هذه المرحلة ترتيبات وفقا لشروطها. وأضاف "لقد كانت السعودية تخطط للتطبيع التدريجي للعلاقات مع إسرائيل على خلفية تحالفها مع المعسكر الأمريكي – الإسرائيلي ضد إيران، ولكن جاءت مفاجأة الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لدولة إسرائيل، فوضعت الرياض في وضع متناقض، لأن التحالف بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل مع السعوديين يتم حسب الشروط الأمريكيةالجديدة، وقد مضت أيام إدارة الرئيس بوش حيث كانت العلاقات الودية والروابط العائلية تكفي لضمان سياسة متماسكة، وجاء وقت الرئيس ترامب بسياسة جديدة ".