نجحت بعد زوال اليوم الأربعاء، أول عملية تواصل للمغاربة مع رواد الفضاء، بالتنسيق مع وكالة الفضاء الدولية "NASA". ونسق العملية خبراء "الناسا" بالتنسيق مع مؤسسة الفضاء البريطانية "KSF Space"، في أول عملية تواصل مباشر مع رواد الفضاء في المنطقة العربية. وتكلف 16 طالبا وطالبة بالمدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم بالرباط، بطرح الأسئلة على رائد الفضاء "مارك فاند هي"، حيث يوجد بمركبة فضائية تبعد حاليا ب400 كلمتر عن سطح الأرض، بينما نسق العملية خبراء بثلاث محطات فضائية بأستراليا وبريطانيا وأمريكا. وعقب نجاح العملية، تفاعل الجمهور الذي تابعها من أحد مدرجات المدرسة الوطنية العليا للمعلوميات وتحليل النظم، وصفق الجميع بطلب من منسق العملية الذي كان يتواصل مع المنظمين بإحدى المحطات الفضائية التابعة للناسا بأستراليا، حتى يحس رواد الفضاء بتفاعل المغاربة معهم، حسب قوله. وقالت الطالبة "ميمونة" التي طرحت أول سؤال على رائد الفضاء، في تصريح ل"اليوم 24″، انها سعيدة باختيارها من بين زملائها من أجل التواصل المباشر مع رواد الفضاء. وعبر طلبة آخرون عن اعتزازهم بثقة المشرفين على العملية التواصلي الأولى من نوعها، مؤكدين أنها لحظة تاريخية ستحفزهم على بذل مجهود أكبر من أجل البحث العلمي، ولما لا تحقيق حلم الوصول الى الفضاء. وتمحورت أغلب الأسئلة حول طبيعة الأبحاث العلمية التي يقوم بها رواد الفضاء، ومدى استفادة الإنسانية من الأبحاث الفضائية، وأيضا ما يقوم به الرواد من استعدادات قبل الصعود إلى الفضاء، والتأثيرات الصحية التي قد تخلفها الرحلة الفضائية على جسم رائد الفضاء. وقال "مارك فاند هي"، رائد الفضاء الذي أجاب عن أسئلة الطلبة، إنه يقوم برفقة زملائه في الفضاء بحوالي 250 تجربة يوميا، ودعا الطلبة إلى تملك الإرادة والعزيمة لتحقيق طموحهم، إن هم أرادوا أن يصبحوا مستقبلا روادا للفضاء. وحول ما إن كان من الممكن الوصول إلى المريخ وإجراء أبحاث علمية هناك، أجاب "مارك فاند هي"، "وصلنا إلى القمر وبالتأكيد سنصل مستقبلا إلى المريخ". وشدد رائد الفضاء خلال جوابه على الأسئلة، أن رواد الفضاء يخضعون لاختبارات سيكولوجية وجسدية فوق سطح الأرض قبل الصعود إلى الفضاء، مشيرا إلى وجود تأثيرات جانبية بعد عودتهم إلى سطح الأرض، تتعلق أساسا بمشاكل الهضم. من جهته، قال خالد الصمدي، كاتب الدولة المكلف بالتعليم العالي والبحث العلمي، في تصريح صحافي عقب نجاح عملية التواصل المباشر، "إن المبادرة مهمة جدا من أجل تطوير البحث العلمي، ولدينا مجموعة من المبادرات النوعية منها إطلاق القمر الاصطناعي محمد السادس قبل أسابيع، بالإضافة إلى مساهمة المغرب في إنشاء تلسكوب بحري في إطار مشروع دولي". وشدد على أن "كل ما تحقق يؤكد التصور المغربي للبحث العلمي، ويبين مرة أخرى انخراط المغرب في المبادرات العالمية للبلدان الصاعدة". وقال الدكتور محمد الكيالي، رئيس مؤسسة الفضاء البريطانية KSF Space، في تصريح ل"اليوم 24″، "هذه أول تجربة في العالم العربي، والحمد لله كانت ناجحة جدا من الناحية التقنية، وأداء الطلبة كان متميزا".