شبكة جديدة لقوادة القاصرين المغاربة للسياح الأجانب يتم تفكيكها بمدينة مراكش، فمن المقرّر أن تكون فرقة الأخلاق العامة أنهت، أمس الاثنين، مسطرة التقديم أمام وكيل الملك لدى ابتدائية المدينة، ل 14 شخصا، في حالة اعتقال، للاشتباه في ارتكابهم لتهم تتعلق ب"الفساد، والشذوذ الجنسي، والوساطة في الدعارة، وتكوين عصابة إجرامية مختصة في الاتجار بالبشر والتغرير بقاصرات". سقوط الشبكة الجديدة جاء على إثر عملية أمنية نوعية جرى التنسيق فيها بين العديد من المصالح الأمنية، قبل أن تتوّج، يوم السبت المنصرم، بتوقيف الرأس المدبر المفترض للشبكة المختصة في قوادة القاصرين من الجنسين للسياح الأجانب الوافدين على المدينة الحمراء، خاصة الخليجيين منهم. واستنادا إلى مصدر مسؤول، فقد تم توقيف المشتبه به الأول في القضية، وهو على متن سيارة فارهة في الشارع العام، ليتم اقتياده إلى مقر فرقة الأخلاق العامة، التابعة للمصلحة الولائية للشرطة القضائية بولاية أمن المدينة، و تُجرى له هناك عملية تنقيط أمني، أكدت بأنه ينحدر من منطقة بضواحي مدينة الرباط، ومعروف بسوابقه القضائية في ميدان القوادة، كما ضبطت لديه مبالغ مالية متحصلة من هذا النشاط المخالف للقانون. وحسب المصدر نفسه، فإن مرحلة الاستماع الأولية للشخص الموقوف، فجرت مفاجآت من عيار ثقيل، فقد اعترف للمحققين بأن نشاطه في القوادة، يتم بتنسيق مع شريك له يعمل سائقا لسيارة أجرة كبيرة بمراكش، دلّ رجال الأمن على هويته ومكان إقامته، مضيفا بأن عمل الشبكة يبدأ باستقطاب قاصرين من الجنسين، يؤويهم بشقق سكنية لفترة قد تصل إلى أسبوعين، يخضعون خلالها لمرحلتي إعداد نفسي وجسدي قبل دخولهم الرسمي لعوالم الدعارة الراقية، موضحا بأنه يقوم شخصيا، في المرحلة الأولى، بإغرائهم عبر اقتناء ملابس فاخرة لهم وتزويدهم بهواتف ذكية ومرافقتهم إلى مطاعم وملاه ليلية راقية، مسهبا في الحديث أمامهم عن أبواب النعيم المزعوم التي ستُفتح على مصراعيها أمامهم بعد ممارستهم البغاء مع السياح الأجانب، لتدخل على الخط إحدى مساعداته، التي تتكلف، في المرحلة الثانية، بالإشراف على مأكلهم وملبسهم وتزيينهم، ليقوم بعدها سائق الطاكسي بإيصالهم إلى الشقق والفيلات معدة للدعارة الراقية، مقابل عمولات تتقاضاها الشبكة تتجاوز نصف المبالغ المالية التي يحصل عليها ممارسو وممارسات البغاء من السياح الأجانب. تصريحات الشخص الموقوف فتحت المجال أمام التدخلات الميدانية، فقد داهمت المصالح الأمنية شقة تابعة للشبكة وضبطت بها قاصرا مغربيا كان يستغل في القوادة للسياح الأجانب من أجل ممارسة الشذوذ الجنسي، كما داهمت إحدى الفيلات المعدة للدعارة الراقية وأوقفت بها ثلاثة خليجيين متلبسين بممارسة الفساد مع ثلاث فتيات مغربيات. توقيف الأشخاص المذكورين يأتي شهورا قليلة بعد تفكيك شبكة أخرى مختصة في الدعارة الراقية، حيث سبق لأمن مراكش أن داهم، بتاريخ 20 يوليوز المنصرم، فيلا بمنطقة النخيل يتم كراؤها ب 5500 درهم لليلة الواحدة، وضبط بها 4 سياح كويتيين، بينهم قاض ومحام، متلبسين بممارسة الفساد مع ثلاث مغربيات، وفيما أخلي سبيل الخليجيين وتم الاكتفاء بمتابعتهم في حالة سراح وإدانتهم، لاحقا، من طرف ابتدائية المدينة بشهرين حبسا غير نافذ وغرامة قدرها مليون سنتيم لكل منهم، توبع ثلاثة مغاربة في حالة اعتقال، ويتعلق الأمر بصاحب الفيلا، الذي أدانته بستة أشهر نافذة، ومسيرتها التي أدينت بالعقوبة نفسها، والمسؤولة التجارية عنها التي أدينت بشهرين نافذين.