انطلقت، نهاية الأسبوع، بمدينة تطوان النسخة الرابعة من حملة دفء الشوارع التي تنظمها جمعية رواحل الخير لفائدة المشردين الذين يتخذون من الأرصفة وعتبات البيوت والساحات العمومية مسكناً لهم، في ظل غياب أي مأوى يلجؤون إليه في فصل الشتاء للهروب من سيول المطر وصقيع البرد. وبينما اختار البعض الترتيب لاحتفاليات السنة الميلادية الجديدة، كان شباب من مدينة تطوان يرتبون لخرجة ليلية للبحث عن الأشخاص الذين في وضعية تشرد من أجل توزيع ملابس ومؤكولات وأغطية عليهم، كشكل من التضامن معهم في محنتهم، ولمشاركتهم ميدانيا لوضعهم الاجتماعي والاقتصادي المتردي الذي يعيشونه في كنف الإهمال بعيدا عن اهتمام السلطات والمجالس المنتخبة، إلا من بعض فعاليات المجتمع المدني. وأوضح سمير شقور، مدير حملة دفء الشوارع في نسختها الرابعة التي تنظمها جمعية رواحل الخير بمدينة تطوان، أن، الهدف من الحملة هو بالأساس التواصل مع ساكنة الأرصفة الذين يحتاجون لمن يحس بمعاناتهم ويستمع لهمومهم ولا يعاملهم كقطاع طرق، بل كمواطنين. وأضاف شقور، الهدف ليس التواصل مع المشردين وحسب، وإنما توزيع بعض المساعدات الإنسانية التي تبرعت بها ساكنة مدينة تطوان لهم، مع فتح نقاشات معهم حول مشاكلهم التي يعانون منها، خصوصا ما تتعلق بالصحة أو الرجوع لمسقط رؤوسهم أو التواصل مع عوائهم كذلك. وكشف المتحدث في ذات السياق، أن، الخرجة الأولى استهدفت نحو مائة شخص من ساكنة الأرصفة، من ضمنهم شباب حديثوا السِّن، ومنهم كهول يقتربون من الستين سنة، القاسم المشترك بينهم، هو القدر الذي ألقى بهم في الشارع، لكن أسبابهم مختلفة من متشرد لآخر. وخلافاً لما يعتقده كثيرون من أن ساكنة الأرصفة مجانين أو أشخاص خطيرين على المجتمع، أكد أحد المشردين الذين تحدث إليهم موقع "اليوم24" أن، هذه النظرة مغلوطة تماماً، وظالمة تجاه هاته الفئة التي يعيش وسطها منذ عودته إلى المغرب، بعد إندلاع الحرب في ليبيا، سنة 2014. وأبرز المتحدث على أنه نموذج من ساكنة الأرصفة الذين كانوا يعيشون حياتهم الطبيعية أحسن ممن يحتقرونهم اليوم، بحيث كان في ليبيا يمتلك أسرة ومنزلاً ومحلاً للعمل وسيارة أيضا، لكن ذلك كان قبل اندلاع الحرب التي اضطرته إلى أن يعود إلى وطنه، ليجد نفسه مشرداً بدون أي شيء، حتى الأكل لا يجده لأيام، مما يضطره للاقتتات من قمامات الأزبال. وتجدر الإشارة إلى أن جماعة تطوان أعلنت في وقت سابق عن عزمها لفتح مركز اجتماعي لإيواء الأشخاص في وضعية صعبة، وهو ما لم يتم إلى الآن.