اختتمت حملة "دفء الشوارع" جولاتها الخيرية لمساعدة المتشردين في شوارع تطوان، السبت الماضي، بعد 14 أسبوعا من عمليات توزيع المساعدات على سكان الأرصفة في نسختها الثالثة. وأعلنت جمعية "رواحل الخير" المشرفة على الحملة، أن الحصيلة النهائية للنسخة الثالثة من الحملة لهذا العام، عرفت استفادة ما يقارب من 300 متشرد من المساعدات في مختلف أحياء المدينة، بمشاركة أزيد من 200 متطوع في خرجات ليلية كل يوم سبت. وأوضح سمير شقور، المسؤول عن الحملة، في تصريح لجريدة "العمق"، أن من ضمن المتشردين المستفيدين من الحملة، يوجد 198 حالة قارة كانوا يستفيدون كل أسبوع من المساعدات والتبرعات، مشيرا إلى أن نشطاء الجمعية وزعوا أزيد من 600 غطاء و1300 لباس، إضافة إلى ما يقارب 150 وجبة عشاء متكاملة كل أسبوع. المتحدث كشف أن أغلب حالات التشرد التي عاينتها الجمعية في الحملة، كانت بسبب مشاكل اجتماعية وأسرية نتيجة الطلاق أو وفاة الوالدين، إضافة إلى شباب أتوا من مدن أخرى للبحث عن عمل بتطوان، فانتهى بهم المطاف في الشوارع بعد فشلهم في العثور عن عمل. وتابع قوله: "الهدف من حملة دفء الشوارع هو إنساني محض، وطموحنا هو أن نجد حلا للمتشردين وساكني الأرصفة في أقرب الآجال وأن نحسسهم بآدميتهم عبر التخفيف عن معاناتهم ولو بمساعدات بسيطة كل أسبوع، فرغم الأغطية والألبسة التي نقدمها لهم، إلا أن أكثر ما يطلبونه هو أن نقابلهم ونجلس ونتحدث معهم في ظل العزلة التي يعانون منها ونظرة المجتمع إليهم على أنهم مجرمون وفئة خطيرة". شقور قال إن الهيئة المنظمة لهذه الحملة، مستعدة للعمل على إعداد ملف يتضمن معطيات المتشردين وتقديمه لكل السلطات والهيئات المعنية سواء محليا أو مركزيا، وعلى رأسها الجماعة الحضرية لتطوان ووكالة التعاون الوطني ووزارة الأسرة والتضامن والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ومؤسسة محمد الخامس للتضامن، وذلك من أجل التدخل لفك معاناة هذه الفئة. يُشار إلى أن جمعية "رواحل الخير" بتطوان، أعلنت أنها ستنظم ندوة بعنوان "التشرد في تطوان.. الواقع والمسؤوليات"، وذلك بمناسبة اختتام حملة "دفء الشوارع" للعناية بالمشردين، يوم السبت فاتح أبريل بقاعة الجلسات محمد أزطوط بمقر الجماعة الحضرية لتطوان. وكانت النسختين الأولى والثانية من حملة "دفء الشوارع"، قد استهدفت مئات المتشردين بمختلف أحياء مدينة تطوان، وذلك طيلة أسابيع خلال سنتي 2015 و2016، حيث تطوع العشرات من شباب المدينة في إطار جمعية "رواحل الخير"، في خرجات ليلية لتوزيع التبرعات على المتشردين والتواصل معهم.