في أول يوم بعد تشييع "شهيدي الفحم" في جرادة، في مسيرة شارك فيها الآلاف من أبناء المدينة، وسط إضراب عام شل مرافقها، عادت الحياة تدريجيا إلى شوارع جرادة صباح اليوم الخميس، في ظل استمرار ملامح التوتر. آبار الفحم التي تعتبر أول مورد رزق لشباب المدينة، والتي تسببت في وفاة شقيقين الجمعة الماضي، لا زالت الحركة فيها مشلولة، حيث امتنع كل العمال عن النزول إليها اليوم الاثنين، خرفا من مصير حصد أرواح زملائهم قبل أيام، واحتجاجا على سوء الأوضاع في المدينة. شوارع جرادة، التي أقفلت كل محلاتها طيلة يوم أمس دون استثناء، عادت إليها الحركة صباح اليوم بشكل تدريجي، وبشكل، لا زال يحفظ ملامح الاحتجاج التي تطلع مدينة تقترب من إكمال أسبوع من الغليان. وفي ذات السياق، وبعد مشاركة سكان المدينة أمس الإثنين، في الاحتجاج من السابعة صباحا إلى حدود عصر نفس اليوم، ينتظر أن تتجدد فيها الاحتجاجات بعد ظهر اليوم، في ظل استعداد عدد من ممثلي الأحزاب السياسية، للتدخل، لامتصاص غضب الشارع.