بعدما خرج الآلاف من سكان مدينة جرادة، عصر اليوم الأحد، في مسيرة احتجاجية، من مقبرة "حي الروس" في اتجاه مركز المدينة، يستعد شباب من جرادة للمبيت أمام مستودع الأموات، بعدما قضوا الليلة الماضية داخل مقبرة المدينة، لمنع أي محاولة لدفن "شهيدي الفحم"، اللذين لقيا مصرعيهما الجمعة الماضي، بعدما غمر الماء بئرا عشوائيا يستخرج منه الفحم الحجري. ونشر ناشطون صورا لعملية نصب الخيام أمام مستودع الأموات، الذي ترقد فيه الجثتان لليوم الثاني على التوالي. وكان المحتجون نظموا مسيرتهم عصر اليوم، بعد ساعات طوال من النقاش الذي انطلق في الصباح بالقرب من المقبرة حول الخطوات التي سيتم اتخاذها للاحتجاج على الوضع الذي تعرفه المدينة. ونشر شاب من الذين قضوا ليلة أمس في المقبرة فيديو مسجل، صباح اليوم الأحد، يظهر عددا من الشباب داخل المقبرة، لجؤوا إلى حطب التدفئة للتخفيف من حدة البرد القارس ليلا، وهو ما ستتعدون له الليلة أيضا. ورفع المحتجون في مسيرة اليوم، شعارات من قبيل "الفوسفاط وجوج بحورة عايشين عيشة مقهورة"، لإثارة الإنتباه إلى الواضع المزري الذي تعيشه مدينة جرادة، منذ إغلاق شركة مفاحم المغرب لمناجمها في هذه المدينة. كما رفعوا شعارات رفعت أول مرة في الحراك الشعبي للريف، من قبيل شعار "جينا واحتجينا ومن بيوتنا ديما جينا، الكرامة اللي بغينا والمخزن يقمع فينا"، مؤكدين في نفس الوقت أن احتجاجاتهم هي احتجاجات سلمية، تتوخى تحقق المطالب الإجتماعية والإقتصادية للمدينة. وشكل المحتجون الذين رفضوا دفن الشابين إلى غاية الاستجابة لمطالب العائلة بتوفير بديل، لجنة تنظيمية أعضاؤها ينتمون إلى مختلف المناطق والأحياء بالمدينة، مهمتها تنظيم الإحتجاجات، ومتابعة ملف الشابين. وقبل إنطلاق المسيرة أدى المحتجون القسم، على أساس الاستمرار في الإحتجاج إلى غاية تحقيق مطالبهم، وأن لا يخونوا العهد الذي قطعوه على أنفسهم للدفاع عن مطالب الساكنة.