أكد البرلمان المغربي، بمجلسيه، أن قرار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس الشريف، يفتقد إلى أي سند قانوني أو سياسي أو أخلاقي، ويعد مسا صريحا بالشرعية الدولية وبقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة. وجاء في بيان صادر عن جلسة مشتركة عقدها أمس الاثنين مجلسا النواب والمستشارين، تضامنا مع الشعب الفلسطيني، أن البرلمان المغربي "يرفض بمجلسيه معا، وبكافة مكوناته السياسية والاجتماعية وأجهزته المسؤولة، بإرادة مشتركة، موحدة ووحدوية، قرار رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية السيد دونالد ترامب، وذلك باعتباره قرارا يفتقد إلى أي سند قانوني أو سياسي أو أخلاقي، ومسا صريحا بالشرعية الدولية وبقرارات الأممالمتحدة ومجلس الأمن ذات الصلة". واعتبر البرلمان أن هذا القرار "سيسقط عن الولاياتالمتحدةالأمريكية صفة الدولة الكبرى الراعية للسلام في الشرق الأوسط ويحول وضعها الاعتباري من حكم إلى خصم في مسلسل المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ويعدل بقضية القدس، المدينة والمقدسات، من نقطة مدرجة ضمن مفاوضات الحل النهائي إلى أولوية في الصراع والسجال والنقاش، وفي أي تفاوض بين أطراف النزاع. وأكد أن البرلمانيين المغاربة يرفضون القرار الأمريكي جملة وتفصيلا، ويحملون رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية ما ستؤول إليه الأوضاع في الشرق الأوسط وفي العالم من انعدام الثقة في الشرعية الدولية، ولامبالاة بالقانون الدولي، وتنام للكراهية والأحقاد والعنف والتعصب الديني والغلو في الأفكار والتطرف في الأقوال والأفعال، والمزيد من الإحساس بالغبن والظلم وانعدام العدل والإنصاف. وعبر البرلمانيون المغاربة، يضيف البيان، عن أملهم، من موقعهم البرلماني، المتمسك بالقانون والشرعية والمشروعية، في أن يواصل المنتظم الدولي، وضمنه مختلف المنظمات والمنتديات والمحافل البرلمانية الدولية والجهوية والإقليمية، عزل هذا القرار الأمريكي، والعمل على صيانة أفق التفاوض والحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من استقلاله وبناء دولته الوطنية على أرضه داخل حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وذكر البيان بأن كل المداخلات في جلسة أمس عبرت عن إرادة الشعب المغربي في التحامها مع الإرادة الملكية التي تجسدت في مواقف ومبادرات الملك محمد السادس، أمير المؤمنين ورئيس لجنة القدس الشريف المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، وبالخصوص رساللته إلى الرئيس الأمريكي، باسم سبع وخمسين دولة وأكثر من مليار مواطن مسلم. وثمن البرلمان عاليا الروح السمحة التي عبر بها الملك عن الموقف المغربي، وعن الموقف العربي والإسلامي، وعما تشكله مدينة القدس من أهمية قصوى، سواء بالنسبة لأطراف النزاع في منطقة الشرق الأوسط أو بالنسبة لأتباع الديانات السماوية الثلاث، وخصوصية دينية متفردة، وعمق تاريخي حضاري عريق، ورمزية سياسية، وأفق للتعايش والتسامح.