جلالة الملك ينبه إلى خطورة القرار وإسقاطاته على الوضع في المنطقة والعالم وزير الخارجية يجتمع بالرباط مع سفراء الدول الخمس أعضاء مجلس الأمن بحضور السفير الفلسطيني
بعث جلالة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، رسالة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نقل خلالها انشغال جلالته الشخصي العميق، والقلق البالغ الذي ينتاب الدول والشعوب العربية والإسلامية، إزاء الأخبار المتواترة بشأن نية الإدارة الأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية إليها. وأكد جلالة الملك أن مدينة القدس تشكل أهمية قصوى، ليس فقط بالنسبة لأطراف النزاع، بل ولدى أتباع الديانات السماوية الثلاث. مضيفا أن القدس، بخصوصيتها الدينية الفريدة، وهويتها التاريخية العريقة، ورمزيتها السياسية الوازنة، يجب أن تبقى أرضا للتعايش، وعلما للتساكن والتسامح بين الجميع. وقال جلالة الملك للرئيس الأمريكي «لقد أبنتم، منذ تسلمكم مهامكم السامية، عن إرادة قوية وعزم أكيد لإحياء عملية السلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، واتخذتم خطوات واعدة في هذا الاتجاه، حظيت بدعم موصول من قبل المجتمع الدولي، بما فيه المملكة المغربية. وإن من شأن هذه الخطوة أن تؤثر سلبا على آفاق إيجاد تسوية عادلة وشاملة للنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، وذلك اعتبارا لكون الولاياتالمتحدةالأمريكية أحد الرعاة الأساسيين لعملية السلام وتحظى بثقة جميع الأطراف». وشدد جلالته على أن القدس، بحكم القرارات الدولية ذات الصلة، بما فيها ،على وجه الخصوص، قرارات مجلس الأمن، تقع في صلب قضايا الوضع النهائي، وهو ما يقتضي الحفاظ على مركزها القانوني، والإحجام عن كل ما من شأنه المساس بوضعها السياسي القائم. كما أكد جلالته أن منطقة الشرق الأوسط تعيش على وقع أزمات عميقة وتوترات متواصلة، ومخاطر عديدة، تقتضي تفادي كل ما من شأنه تأجيج مشاعر الغبن والإحباط التي تغذي التطرف والإرهاب، والمساس بالاستقرار الهش في المنطقة، وإضعاف الأمل في مفاوضات مجدية لتحقيق رؤية المجتمع الدولي حول حل الدولتين. وختم جلالته بالقول «إن المملكة المغربية، الحريصة دوما على استتباب سلام عادل وشامل في المنطقة، وفقا لمبادئ الشرعية وللقرارات الدولية ذات الصلة، لا يراودها شك في بعد نظر إدارتكم الموقرة، ولا في التزامكم الشخصي بالسلم والاستقرار بالمنطقة، وعزمكم الوطيد على العمل لتيسير سبل إحياء مسلسل السلام، وتفادي ما قد يعيقه بل ويقضي عليه نهائيا». وكان جلالة الملك قد أجرى اتصالا هاتفيا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وذلك على إثر الأخبار المتواترة بشأن إعلان محتمل من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس كعاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إلى المدينة المقدسة، وذكر بلاغ للديوان الملكي أن جلالة الملك جدد بهذه المناسبة، بصفته ملكا للمملكة المغربية، أمير المؤمنين، ورئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، تضامن المملكة القوي والثابت مع الشعب الفلسطيني الشقيق في الدفاع عن قضيته العادلة وحقوقه المشروعة، خصوصا في ما يتعلق بوضع القدس الشريف. كما عبر جلالة الملك عن رفضه القوي لكل عمل من شأنه المساس بالخصوصية الدينية المتعددة للمدينة المقدسة أو تغيير وضعها القانوني والسياسي. ومن جانبه، وبعد أن نوه بدور وجهود جلالة الملك، أعرب الرئيس الفلسطيني عن أسفه لإدراج مثل هذه المبادرة غير الملائمة على أجندة الإدارة الأمريكية. كما عبر عن الانشغال العميق للسلطة الفلسطينية إزاء نتائجها الخطيرة على عملية السلام في الشرق الأوسط وأمن المنطقة واستقرارها. واتفق جلالة الملك والرئيس الفلسطيني على مواصلة الاتصال المباشر والتشاور الدائم حول هذه القضية وإرساء تنسيق وثيق بين الحكومتين من أجل العمل سويا لتحديد الخطوات والمبادرات التي يتعين اتخاذها. من جهة أخرى وبتعليمات ملكية استدعى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، أمس الأ ربعاء، القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالرباط، السيدة ستيفاني مايلي، وسفراء كل من روسيا والصين وفرنسا والمملكة المتحدة المعتمدين في الرباط – باعتبارهم أعضاء دائمين بمجلس الأمن للأمم المتحدة، وذلك بحضور سفير دولة فلسطينبالرباط، جمال الشوبكي. وخلال هذا الاجتماع، يضيف البلاغ، سلم الوزير رسميا إلى القائمة بأعمال سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية، الرسالة الخطية الموجهة جلالة الملك إلى الرئيس دونالد ترامب، والتي أكد فيها جلالة الملك على انشغال جلالته العميق إزاء الإجراء الذي تنوي الإدارة الأمريكية اتخاذه، مشددا على محورية قضية القدس ورفض كل مساس بمركزها القانوني والسياسي وضرورة احترام رمزيتها الدينية والحفاظ على هويتها الحضارية العريقة. كما ذكر الوزير بالمساعي والاتصالات المكثفة التي قام بها جلالة الملك مند تواتر الأخبار حول نية الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى المدينة المقدسة. وبعد أن أخبر الوزير السفراء بالرسالة الملكية الموجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، طالب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي بأن تضطلع بكامل مسؤولياتها للحفاظ على الوضع القانوني والسياسي للقدس وتفادي كل ما من شأنه تأجيج الصراعات والمس بالاستقرار في المنطقة. وفي الأخير، جدد الوزير دعم المملكة المغربية الثابت وتضامنها المطلق مع الشعب الفلسطيني ووقوفها إلى جانبه لنيل حقوقه المشروعة، وعلى رأسها إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكد أنه، بتوجيهات مباشرة من جلالة الملك وفي إطار تنسيق جلالته المستمر مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، ستعمل المملكة المغربية مع الجانب الفلسطيني والأطراف العربية والإسلامية والدولية، على المتابعة الدقيقة لتطورات الوضع. وكانت وزارة الخارجية والتعاون أكدت في بلاغ أن المملكة المغربية التي يرأس عاهلها جلالة الملك محمد السادس لجنة القدس التابعة لمنظمة التعاون الإسلامي، تعبر عن قلقها العميق واستنكارها الشديد لقرار الولاياتالمتحدةالأمريكية الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى هذه المدينة المقدسة. وشددت الوزارة في بلاغها على أن من شأن هذا قرار الرئيس الأمريكي أن يؤثر سلبا على الجهود المكثفة الذي ما فتئت الإدارة الأمريكية تبذلها من أجل إحياء العملية السياسية، بل ويقضي نهائيا على ما تبقى من فرص تحقيق السلام في المنطقة. وحذرت من أن إسرائيل قد تتخذ من هذه الخطوة ذريعة أخرى للمضي قدما في سياسة التهويد الممنهج للمدينة المقدسة وطمس معالمها الدينية والروحية. وأكد البلاغ أن هذا التوجه، بالنظر إلى خطورته الاستثنائية، قد يهدد أمن واستقرار منطقة تعمها أصلا حالة متقدمة من الاحتقان والتوتر، ويزيد من تأجيج مشاعر الغضب والإحباط والعداء وتغذية مظاهر العنف والتطرف. ورغم تحذيرات من حلفاء الولاياتالمتحدة من الدول الغربية والعربية، يتوقع أن يكون ترامب أعلن قراره مساء الأربعاء يطلب فيها من وزارة الخارجية، البدء في البحث عن موقع لإقامة سفارة في القدس قرار ترامب، إذا لم يتم التراجع عنه في آخر لحظة وهو ما أصبح مستبعدا إلى حدود ضهر أمس الأربعاء، سيقلب رأسا على عقب ما سارت عليه السياسة الأمريكية لعشرات السنين، على أساس أن وضع القدس يمثل جزءا من حل الدولتين للقضية الفلسطينية، إذ يسعى الفلسطينيون لجعل القدس الشرقية عاصمة لدولتهم وحذر جميع حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط، من تداعيات خطيرة لقرار ترامب عندما اتصل بهم أول أمس الثلاثاء وقال مسؤول أطلع الصحفيين على قرار ترامب أول أمس الثلاثاء الرئيس يعتقد أن هذا، هو اعتراف بالواقع وسنمضي قدما على أساس حقيقة لا يمكن إنكارها فهذا الأمر حقيقة واقعة وقال مسؤولون كبار في الإدارة إن الغرض من قرار ترامب ليس ترجيح كفة اسرائيل، وإن الاتفاق على الوضع النهائي للقدس، سيظل جزءا محوريا في أي اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين وقال الفلسطينيون إن هذه الخطوة ستقضي على حل الدولتين والفوائد السياسية التي ستعود على ترامب غير واضحة وإن كان القرار سيفرح المحافظين من الجمهوريين والمسيحيين الإنجيليين الذين يشكلون قسما كبيرا من قاعدته السياسية لكنه سيعقد رغبة ترامب في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام بين اسرائيل والفلسطينيين ويغذي التوترات يأتي القرار في وقت يقود فيه جاريد كوشنر صهر ترامب ومستشاره مساعي في هدوء لاستئناف محادثات السلام في المنطقة، غير أنها لم تحقق تقدما ملموسا حتى الآن وأكد بيان أصدره الديوان الملكي الأردني أن الملك عبد الله أكد في مكالمته مع ترامب أن القرار ستكون له انعكاسات خطيرة على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وسيقوض جهود الإدارة الأمريكية لاستئناف العملية السلمية، ويؤجج مشاعر المسلمين والمسيحيين وكانت إسرائيل استولت على القدس الشرقية في حرب عام 1967 وأعلنت فيما بعد ضمها إليها ولا يعترف المجتمع الدولي بالسيادة الإسرائيلية على المدينة كلها وقال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأممالمتحدة للصحفيين اعتبرنا القدس على الدوام قضية من قضايا الوضع النهائي، يجب أن تحل من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين على أساس قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ولا توجد لأي دولة سفارة في القدس وكان ترامب عمل على توجيه السياسة الأمريكية لصالح اسرائيل منذ تولى منصبه في يناير، معتبرا الدولة اليهودية حليفا قويا في منطقة متقلبة من العالم ومع ذلك، فقد ساد التوتر المداولات بشأن وضع القدس وقال مسؤولون أمريكيون آخرون مشترطين، عدم الكشف عن أسمائهم، إن مايك بنس نائب الرئيس الأمريكي وديفيد فريدمان السفير الأمريكي لدى اسرائيل، مارسا ضغوطا كبيرة من أجل الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ونقل السفارة إليها، بينما عارض وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس نقل السفارة من تل أبيب وفي النهاية، فرض ترامب رأيه وقال لمساعديه الأسبوع الماضي، إنه يريد الحفاظ على الوعد الذي قطعه على نفسه في الحملة الانتخابية وحذر الرئيس الفلسطيني محمودعباس «من خطورة تداعيات مثل هذا القرار على عملية السلام والأمن والاستقرار في المنطقة والعالم». من جهته أكد المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الاوسط نيكولاي ملادينوف في القدس ان الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش «تحدث مرات عدة حول هذه القضية (…) وقال انه يتوجب علينا جميعا ان نكون حذرين للغاية بما نقوم به بسبب عواقب هذه الاعمال». وأضاف «مستقبل القدس أمر يجب التفاوض عليه مع اسرائيل والفلسطينيين، جنبا الى جنب في مفاوضات مباشرة». وأعرب وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون عن قلق بلاده. وقال لدى وصوله إلى اجتماع للحلف الأطلسي في بروكسل، «إننا ننظر إلى التقارير التي وردتنا بقلق، لأننا نرى أن القدس ينبغي بوضوح أن تكون جزءا من التسوية النهائية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، تسوية يتم التفاوض عليها». وفي بكين، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية جينغ شوانغ في مؤتمر صحافي «نحن قلقون ازاء تصعيد محتمل للتوتر»، مضيفا «على كل الاطراف المعنيين ان يفكروا في السلام والاستقرار الاقليميين وأن يتوخوا الحذر في اعمالهم وتصريحاتهم ويتفادوا تقويض اسس تسوية للقضية الفلسطينية ويتجنبوا التسبب في مواجهة جديدة في المنطقة». ودعا البابا فرنسيس إلى احترام الوضع القائم في القدس. وأبلغ ترامب مساء الثلاثاء خلال سلسلة اتصالات هاتفية عددا من القادة العرب، بينهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس والعاهل الاردني الملك عبدالله، الثلاثاء بنيته نقل السفارة. وحذر العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز واشنطن من نقل سفارتها الى القدس، قائلا ان مثل هذا القرار «يستفز مشاعر المسلمين» في العالم. واعتبر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ان «القدس خط أحمر للمسلمين». وحذرت الحكومة التركية اليوم من ان الاعتراف الاميركي المحتمل بالقدس قد «يشعل» المنطقة. وقال اردوغان الثلاثاء انه في حال الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل فسيدعو الى قمة لمنظمة التعاون الاسلامي في اسطنبول في غضون خمسة الى عشرة ايام «وسنحرك العالم الاسلامي برمته». وكانت القوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية اعلنت الثلاثاء ايام الاربعاء والخميس والجمعة،» ايام غضب شعبي» تحسبا لقرار اميركي مماثل. ودعت القوى الى مسيرة مركزية يومه الخميس في مدينة رام لله، مقر السلطة الفلسطينية في الضفة الغربيةالمحتلة.
الحبيب المالكي رئيس مجلس النواب: صاحب الجلالة تحمل مسؤوليته الأَخْلاَقية والسياسية والرمزية كرئيسٍ لِلَجنةِ القدس...
نُتَابِعُ، في قلق بالغ، التحول الذي يَعْرِفُه الموقف الرَّسْمي الأمريكي من قضية القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل والسعي إلى نَقْل سفارة الولاياتالمتحدةالأمريكية من تل أبيب إلى القدس، وذلك في تراجع ملموس وواضح عن الدور الذي ظلت تنهض به الإدارة الأمريكية، حتى الآن، كأحد رعاة عملية السلام في الشرق الأوسط. ولقد جاءت رسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من موقع جلالته كرئيس لجنة القدس المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي التي تضم 57 دولة تمثل أكثر من مليار مواطن، لتُعبِّر عن انشغال جلالة الملك العميق، وانشغال المملكة المغربية، وكذا قلق كافة مكونات الأمة الإسلامية حول ما راج من أخبار عن هذه النية أو الإرادة في تغيير النهج الأمريكي والانحياز الكامل في الموقف من القضية الفلسطينية، وبالخصوص قضية مدينة القدس التي تندرج في صلب قضايا الوضع النهائي، وتتميز في القرارات الدولية وضمنها خصوصا قرارات مجلس الأمن بوضع اعتباري قانوني وسياسي مخصوص لا يمكن، منطقيا وعقلانيًا وأخلاقيًا، المساس به. ولقد عَبَّر صاحب الجلالة الملك محمد السادس في رسالته إلى الرئيس ترامب عما تجيشُ به صدور المسلمين جميعا من قلقٍ وغَضَب واستغراب. كما نَبَّه جلالتُه إلى أن منطقة الشرق الأوسط ليست في حاجة إلى ما قد يُفَاقِم من وقع توتراتها وأزماتها المتواترة وما يُحْدِقُ بها من مخاطر وانزلاقات، وهو ما يساعد -بدون أدنى شك- على تأجيج مشاعر الخيبة والغضب والإحساس بالغُبْن والظلم وعدم الإنصاف وانعدام الأمل، وذلك ما يوفِّر الحَاضِنَةَ المثلى لنزعات التطرف والإرهاب وردود الفعل المُتَشَنِّجة. لقد تَحَمَّل صاحب الجلالة مسؤوليته الأَخْلاَقية والسياسية والرمزية كرئيسٍ لِلَجنةِ القدس، داخل إطار إسلامي دولي له قيمته الدبلوماسية والاعتبارية، وكرئيس دولة بارز يَحْظَى بمكانةٍ نوعيةٍ ضمن أشقائه قادة العالم الإسلامي، ولكلمته وَقْعٌ مسموع وصِيتٌ ذو مصداقية. والأمل أن تتضافر جهود العقلاء والحكماء والخيِّرِين من قادة الدول والحكومات والبرلمانات والمنظمات البرلمانية الدولية والإقليمية والجهوية على الحيلولة دون تدهور الوضع في الشرق الأوسط في إِثْرِ هَكَذا قراراتٍ غير محسوبة العواقب، والسعي الجماعي في إطار الشرعية الدولية إلى ما يضمن عدم المساس بوضْع مدينة القدس وبالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في استقلاله وبناء دولته الوطنية فوق أرضه داخل حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. هذه العاصمة بكل ما تمثل من خصوصيات دينية وحضارية وثقافية عريقة، وكذا برمزيتها السياسية كأرض للتعايش والتَّسَاكُن والتسامح بين الديانات التوحيدية الثلاث كما عبَّر عن ذلك جلالة الملك محمد السادس بحكمته المعهودة وثقته في أن ينتصر العقل وروح الحوار والأمل في المستقبل.