يبدو أن الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، والكاتب الأول للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إدريس لشكر، قد أثار غضبهما التعاطف الواسع مع تجربة حزب العدالة والتنمية في قيادة الحكومة، إلى درجة أنهما لم يتوقفا في هجومها على بن كيران وحكومته فقط، بل تجاوزه إلى جميع المتعاطفين معه بمن فيهم نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي. واتهم شباط ولشكر قادة البيجيدي، دون أن يخصصاهم بالاسم، في بيان صادر عن لقاء تنسيقي عقداه أمس الإثنين، بممارسة ما وصفاه ب«الإرهاب الفكري»، كما اتهما جمعيات وشخصيات دعوية، دون تسميتها أيضا، بالتهمة نفسها، بل امتد اتهاماتهما إلى "بعض الوزراء الذين يدورون في فلكه"، في إشارة إلى وزراء الأغلبية من خارج العدالة والتنمية. وأقر الزعيمان بتفوق المتعاطفين مع البيجيدي على مستوى وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، وقال إن قيادات الحزب "تجد صداها في وسائل الإعلام القريبة منه، ومن طرف المجندين، العاملين، لصالح هذا التوجه في الشبكات الاجتماعية"، حسب تعبير البيان. وبدا حميد شباط وإدريس لشكر "غيورين" من الأنشطة المتزايدة والنوعية لمنظمة التجديد الطلابي، الفصيل الطلابي لحركة التوحيد والإصلاح، حيث اعتبرا، في بيانهما المشترك، أن الحركة "تستثمر" الفضاء التربوي و الجامعي، "من أجل القيام بالدعاية السياسية والإيديولوجية"، للتوجه الذي وصفاه ب"الرجعي". ودعا الزعيمان المعارضان، من جهة أخرى، كل الأحزاب والنقابات والجمعيات إلى "حوار وطني" من أجل "تفعيل المقتضيات الواردة في الدستور" ومواجهة ما وصفاه ب"محاولات الزيغ عن الأهداف الواردة في نصه"، وذلك في إطار "منهجية ديمقراطية لفتح نقاش شامل حول هذه الوثيقة المؤسسة، وإشراك كافة الطاقات والتوجهات الوطنية، لوضع الأسس الحقيقية للملكية البرلمانية، كما نص عليها الإصلاح الدستوري".