يعتزم حزبا الاستقلال والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قطبا المعارضة البرلمانية في المغرب، تكثيف التنسيق السياسي بينهما لمواجهة الحكومة الحالية التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وفي نفس السياق، أعلن الحزبان صباح اليوم الخميس ، في ندوة صحافية بمركز حزب الاستقلال، "ميثاقا مشتركا" يرسم ملامح التنسيق المستقبلي بين الحزبين . واتسم تقديم الميثاق المشترك لوسائل الإعلام الحاضرة، بهجوم زعيمي الحزبين، حميد شباط ( الاستقلال)، وادريس لشكر (الاتحاد الاشتراكي)، على حزب العدالة والتنمية الذي وصفه الميثاق المعلن ب "الرجعي " و"الظلامي". وتحدث شباط بأسلوبه المعروف، مستشهدا بآيات قرآنية، ملمحا إلى الحزب الذي يقود الحكومة الحالية بقوله "نحن مقتنعون بأن الليل سينجلي، وأن القيد سينكسر وأن السحر سينقلب على الساحر"؟ وأكد شباط أن الميثاق المعلن بين الحزبين هو تحالف سياسي مقصور عليهما، في حين يظل التنسيق داخل البرلمان مع باقي مكونات المعارضة متروكا لتقدير رئسي الفريق النيابي الاستقلالي والاشتراكي. ولم يخل كلام زعيمي الحزبين من ود متبادل وتذكير "بالمحطات النضالية" و"التاريخ المشترك"، وهو ما تضمنه "ميثاق العمل المشترك". وفي هذا الصدد، استعرض الحزبان، تبعات غياب التنسيق والوحدة بينهما الحزبين باعتبارهما وريثي الحركة الوطنية من أجل الاستقلال والنضال في تكتل المعارضة، مشيرين إلى أمثلة من قبيل الخروج عن المنهجية الديمقراطية عام 2002 بتعيين وزير أول تكنوقراطي ، وكذا النتيجة التي أسفرت عنها الاستحقاقات الانتخابية في 2011 حيث تصدر حزب يقول عنه شباط ولشكر، إنه "لا يؤمن بالديمقراطية" ويسعى "إلى السيطرة على دواليب الدولة". ووصف ادريس لشكر التحالف ب "المهمة التاريخية في أفق الوضوح السياسي في المغرب ، لتمكين المواطنين من اختيار سلطة حقيقية عن بينة واقتناع". والتزم الحزبان بالتنسيق في المجال النقابي لمواجهة الحكومة وتقديم البدائل عبر اللقاءات المشتركة بين الفعاليات الاقتصادية بالحزبين، وتعزيز التشاور بين مختلف الأجهزة التابعة للحزبين على الصعيد الوطني، وكذا العمل على صياغة وثيقة تتضمن رؤيتهما لمعالجة الاختلالات الاقتصادية والاجتماعية والتحديات المطروحة من قبيل إصلاح أنظمة المقاصة، والحماية الاجتماعية، على أن يشمل التنسيق الاستحقاقات الانتخابية المقبلة. وبينما لوحظ غياب حزب التقدم والاشتراكية، العضو في الكتلة الديمقراطية، اعتبر شباط أن الحزب الغائب "اختار أن يصطف إلى جانب العدالة والتنمية بل صار ناطقا باسمه"، دون أن يستبعد دورا لتحالف"الكتلة" في المستقبل. ومن جهته قال لشكر، إن التحالف الحالي "مؤسس على مرجعية تاريخية تمتد لعقود، وعلى تحليل واحد لواقع معين وعلى قرارات وبرامج للمستقبل"، داعيا الإعلام المغربي إلى تجنب مااعتبره اصطيادا في الماء العكر، على حد قوله، وخاصة أثناء الحديث عن التقارب بين الحزبين. وجاءت دعوة لشكر على إثر سؤال لصحافي بخصوص ماإذا كان شباط اعتذر لقيادة الاتحاد الاشتراكي عن الإساءة الكلامية بحق رمز من رموز الوطنية المغربية، هو المهدي بنبركة، الأمر الذي دفع شباط إلى نفي اتهام الراحل بنبركة بالقتل، مشددا على أن الحزبين معا في مرحلة البناء وليس الهدم، داعيا المؤرخين إلى الاهتمام بتلك الفترة التاريخية التي شهدت صراعا سياسيا عنيفا في المغرب. ولدى تطرقه للانتخابات السابقة لأوانها،أوضح الزعيم الاتحادي أن قرار إجرائها هو بيد رئيس الحكومة، وأن "العدالة والتنمية" لو كان يعرف أنه سيفوز بها لكان لدعا إليها ، مضيفا : "لن نقبل "توظيف" بعض الإعلاميين كفزاعات لتخويف المواطنين المغاربة.