أخيرا قررت محكمة الأمور المستعجلة بمصر حظر نشاط حركة المقاومة الإسلامية "حماس" والتحفظ على مقراتها داخل مصر، وذلك راجع إلى دعوى تقدم بها المحامي سمير صبري لإدراج الحركة في خانة الإرهاب وحظر أنشطتها بمصر. وهذا الإجراء الأرعن يوضح بالملموس مركزية القضية الفلسطينية في الصراع العالمي ، وأنها لب المشكل ولا يمكن تجاهلها، ففي الجرائم الجنائية ينصح بالبحث عن المستفيد الأول، هنا يبرز الكيان الصهيوني الإرهابي المتدثر برداء السلام زورا كأكبر المستفيدين من قرار حظر أنشطة حماس على أرض أكبر دولة عربية متاخمة للعدو الغاصب فبمجرد صدور الحكم احتفلت القنوات الصهيونية بالحدث واعتبرت القرار "حكيما" يواجه عدوا "مشتركا"، إنها مهزلة أن يصبح القضاء المصري "الشامخ" متخندقا مع العدو في جبهة العار ضد المقاومة الفلسطينية التي شرفت الأمة بصمودها الأسطوري، ضد أكبر جيش في المنطقة. إن الإرهاب أيها السادة كلمة مطاطة، عجزت الأممالمتحدة عن تحديد مدلولها بدقة، وكذا مجلس الأمن لم يعرفها، ببساطة إنها تتداخل مع حق الشعوب في دفع العدوان ك"الإحتلال" مثلا، فما هو الفاصل بين المقاومة المشروعة والإرهاب؟ هنا يثار السؤال المشروع، ومع الأسف الشديد الدول التي تحمل لقب "عظمى" لم تكلف نفسها عناء البحث عن تحديد مصطلح "إرهاب" ليسهل عليها نعت المقاومين لعدوانها الإقتصادي و السياسي به، وبذلك يسهل جر المخالفين لمقصلة مجلس الأمن، إن هذا النعت أصبح سيفا مصلتا على رقاب المقاومين، وهكذا دخل سلاح القضاء المصري إلى جانب "المركافه" دبابة صهيونية في مواجهة حركة حماس باعتبارها حركة"إرهابية" يجب ملاحقتها وحصارها..والأخطر من ذلك أن ينخرط قضاء دول عربية "شقيقة"أخرى في وصم المقاومة ب"الإرهاب"، إن المتتبع لما يحدث في أرض الكنانة قبل الإنقلاب وبعده يلاحظ الدعم "الصهيوأمريكي" للجنرال"سوسو"، كيف لا والكيان الصهيوني اعترف بفقدانه للكنز الإستراتيجي الكبير" المخلوع حسني" إذن فالمطلوب من أمريكا هو تحضير كنز استراتيجي جديد لتعويض الخسارة الأولى، وهل هناك أفضل من الجنرال"سوسو" ألم يخنق غزة؟ وها هو قضاؤه يحكم على"حماس" ويعتبرها إرهابية ويضيف لها جماعة الإخوان، ويدمر سيناء ويقتل شعبه بدعوى مقاومة "الإرهاب"، فعلا إنه كنز استراتيجي منقح ومزيد، لقد تفوق على أستاذه"المخلوع" في الإنبطاح والوقاحة، فهذا الأخير لم يتجرأ على نعت حماس بالإرهاب لكن"سوسو" فعلتها. إن المطلوب اليوم من مصر"الانقلاب هو تقديم رأس المقاومة قربانا للعدو الصهيوني كي تمر مهزلة تنصيب الجنرال"سوسو" دون مشاكل. بصراحة لنفهم ما يحدث اليوم من توظيف خاطئ لمصطلح" إرهاب" لبد من الرجوع إلى التاريخ، فجذور الإرهاب تكمن في حدث تاريخي هام اختلف فيه أهل الكتاب والمسلمين كذلك، إنها محاولة اغتيال المسيح عليه السلام قبل ما يزيد على الألفي عام فمن قام بالمحاولة الإرهابية الفاشلة؟ ومن تبناها بل افتخر بها؟ إن القرآن الكريم قضى بالحق بين أهل الكتاب في النازلة، فاليهود تبنوا المحاولة وأعلنوا نجاحها واحتفلوا بهذه العملية الإجرامية، ولم يتبقى لنصارى إلا التسليم بهذا الطرح، حيث قاموا بتبرير استسلام المسيح "يسوع" لمصيره لأنه بذلك حسب زعمهم فدى البشرية وطهرها من خطاياها بدمه، لكن القرآن لم يدعم فرضية اليهود بصلب المسيح عليه السلام"..وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم.." لكن في نفس الوقت لم يبرئهم من محاولة الإغتيال الفاشلة، فلولا تدخل العناية الإلاهية في الدقائق الأخيرة حيث رفعه الله إليه وتم تنفيذ العملية فعلا في الشبيه لكان لقدر الله مقتولا وهذا ليس بغريب عنهم فالآية 87من سورة البقرة واضحة في ذلك"..ففرقا كذبتم و فريقا تقتلون.." خلاصة القول أننا نلتقي مع النصارى في تأكيد محاولة الإغتيال الجبانة، لكن نختلف معهم في النتيجة، واليوم يتهمون الإسلام ورسوله الكريم بالإرهاب، أليس مقام به أسلافهم هو الإرهاب بعينه؟ وللأسف صدقهم الكثير من النصارى ناهيك عن المنافقين من العرب، بل أضافوا كل حركات المقاومة ك"حماس"والإخوان..إلى قائمة الإرهاب، إذن فحسب منطقهم يعد إرهابيا كل من قال لا للمشروع الإستيطاني الصهيوني والغطرسة الأمريكية. وابالمعطي أش ظهرليك فالإرهاب؟أناولدي ماباقي فاهم والو شوف لي عفاك شي قطيبات تلكباب والكفته مع لحباب أوشحرلي البراد.. مسرور المراكشي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.