يتجدد الحديث عن المرأة والعنف بشكل سنوي، كعنوان لعيدها في كل سنة في 8من مارس ،ليسيل المداد في تناول موضوع العنف الممارس ضدها من قبل الرجل، في مناولة احادية تتخذ من الزوج دائما رمز الجلاد والزوجة تلك الضحية المظلومة المقهورة على امرها، رغم ما يتطلبه التحليل العلمي والاداء المهني من انصاف للطرفين في تناول الظاهرة . الانصاف المهني والمساواة كمطلب مجتمعي يتطلبان تحقيقهما في معالجة الموضوع من الزاويتين ، سواء من جهة ظلم ومظلومية الرجل او المرأة على سواء . المعطيات الرسمية المتداولة تشير بما ليس فيه شك بتنامي العنف ضد المرأة ونقصد هنا العنف المادي (الضرب المبرح) رغم ان المعطيات تبقى بين قوسين لتداخل عوامل اخرى تغذي هذا النوع من التقارير ، بتدخل الجمعيات النسائية، التي تضغط بقوة لتضمين التقارير الرسمية هذا الواقع من جهة مظلومية المرأة، بعيدا عن المقاربة الشمولية لمفهوم الاسرة في ابعادها السيكولوجية التي تربط بين مكوناتها (الزوج ، زوجة ، ابناء ، ظروف) ، وهو ما يجعلنا رسميا امام قصور وضعف التقارير الموضوعية بشأن العنف المرتبط بالرجل، مما اضحى واجبا مهنيا تسليط الضوء على هدا النوع من المظلومية . الكشف عن واقع عنف المراة ضد الرجل ،لا يثير الاهتمام ، ولا يعد بالفرجوية، لانه بحكم المنطق الامني "مكاينش الدم" لكن حقائق الامور كافية لازالة هذه الخشاوة المجتمعية ، والوقوف على اليات التعنيف النسوي للرجل . الا يعتبر لجوء المرأة للسحرة والمشعوذين برغبة تملك الرجل او حسب بعض النسوة جلب المحبة، عنفا، بل جرما، في حق دلك الرجل الذي قد يكون ضحية ما يتم تقديمه له من وجبات ومشروبات تفي بالغرض ، والتي غالبا ما قد يصير حال الرجل فيها بين حالتين اثنتين، اما انعكاس ذلك عليه نفسيا والخنوع والخضوع لرغبات الزوجة او الطليقة او العشيقة، واما الاصابة بعاهة نتيجة السموم التي تناولها . مشاهد كثيرة تصادفنا لرجال على الطرقات يلهتون باسماء نساء بعدما تمكن منهم "التكال"فكان مصيرهم المرض والحمق ، وكم من رجل استهوته امرأة فعشقها لدرجة الجنون، فكان مصيره الافلاس بعدما تمكنت من كل ممتلكاته وكان جزاء وفائه وحبه المبيت في العراء او الحمق او السجن . مظلومية المرأة ودور الضحية الذي تجيد اداءه ، يستند دائما الى اتهام الرجل بالغدر والخيانة ، ليطرح السؤال هل يخون الرجل زوجته مع رجل ، فالاكيد مع امرأة قد تعلم مسبقا بانها تعاشر رجلا متزوجا،ولربما لو سألت نفس العشيقة عن الرجال، لتفننت في كيل التهم وعبارات السب والشتم لهم،متناسية بان ارتباطها قد خرب قلب امراة اخرى مثلها ودمرت بيتا اسريا. ربما من قدرالرجل ان يتعايش مع زكيزوفرينيا نسائية ، وهنا تحضرني قصة المرأة المطلقة ، والسبب، اكتشافها خيانة الزوج لها ، فلم تتحمل لرقة مشاعرها ان تعاشر زوجا خائنا ، بعد طلاقها باقل من سنة لا تجد حرجا في معاشرة عشيق متزوج وله اسرة مدام سيحقق لها المتعة المادية واخرى لا تجد حرجا في نشر غسيل غرفة نومها مع زوجها مع الجارات والصديقات ، دون ادنى حرج في بسط عيوب زوجها ، وتلك التي بمجرد اختلاف بسيط مع زوجها يكون مصيره التحقير من رجولته واتهامه بالعجر ولو كذبا تصغيرا لشانه امام الملأ، ناهيك عن الرجال الذين ابتلوا بامراة "نكارة " فمصيرهم اليومي الشتم وقلة الادب والتنغاص من باب القول النسائي "نغصي عليه حتى لا يجد متنفسا فين يزيغ" ، دون ذكر من اصبحن يتباهين بأيهن ستحصل على عشيق في العشرينيات ، والزوج على ثقة بأن "الحاجة" عند صديقاتها للتبضع او ..... امثلة واخرى عديدة تجعلنا نقف امام هدا العنف الغير الدموي ضد الرجل،وضد كرامته ورجولته، انها مظلومية في صمت، مخافة نظرة المجتمع لهم ، هذا الاخير الذي لايقبل ذل الرجل ويجرم في حد ذاته انتصاره لكرامته، رغم التفهم الدي يمكن ان نبديه اتجاه رجل عنف امرأة ربما من هذه النوعية التي اوردنا اوصافهن. ليس كل الذكور رجال وليست كل الاناث نساء ، حتى نحاكم الرجل بذنب ربما الله غفر له ما تقدم من ذنبه لمجرد معاشرة انثى على شاكلة امرأة و أفعال شيطان