تدارس أساتذة باحثون ومهتمون بالفلسفة على مدى اليومين الماضيين 17 و 18 من الشّهر الجاري في مؤتمر علمي دولي نظّمته المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم الثقافية، والمعهد العالمي للفكر الإسلامي، بالتنسيق مع جامعة عبد المالك السّعدي، والمركز المغربي للدراسات، بالعاصمة الرّباط، موضوع "محمّد إقبال وجهوده في الإصلاح والتجديد الفكري" . ويأتي اختيار شخصيّة محمّد إقبال حسب المنظمين "وفاءً لجهوده الإصلاحيّة الفكرية، وإحياءً لذكراه بعد ما يزيد على ثلاثة أرباع القرن من وفاته، وذلك بطريقة علمية تعرض وتحلل وتنقد خطابه الإصلاحي الفكري الذي أسهم في بلورة الهوية والتأسيس لفكرة الدولة" وذلك بصفته "عَلَماً مهماً من أعلام التجديد والإصلاح الفكري الإسلامي الحديث، حيث غدت نتاجاته الفكرية والفلسفية والأدبية مرجعيات مهمة في تأصيل الذات والمحافظة على الهوية، وفي التعبير عن شخصية المسلم في ظل المواجهات الحضارية التي عاشها". وناقش المؤتمر عدّة أسئلة عن "مفهوم الدين والإيمان عند محمّد إقبال؟ وعن مقومات النزعة الروحية التي تمثّلها"، بالإضافة إلى "دور الدين في تكوين شخصية المسلم ومن ثم نهضة الأمّة مقابل مادية الغرب؟" وغيرها ممّن بسط إجابتها عشرات من الأساتذة والباحثين من 11 عشرة دولة عربية وآسيوية، أبرزهم عبد الحميد مدكور، وعبد الله الكيلاني، وسميرة فياض الخوالدة، ورولا محمود الحيت . وتوزّعت مداخلات المؤتمر على خمسة محاور أساسيّة، أولها "شخصية إقبال؛ عوامل التأثُّر والتأثير"، ثمَّ "التجديد الفكري والحضاري والسياسي عند إقبال"، ويليه "مفهوم الاجتهاد وتجلياته عند إقبال"، ويعقبه "التثاقف والعلاقة بين الذات والآخر عند إقبال"، وأخيراً "البناء المعرفي عند إقبال" . هذا ويهدِف المؤتمر إلى "رصد التكامل المعرفي في فكر إقبال، خاصة في جانبيه الأدبي والفكري، وأهمية ذلك في رسم منظومة تربوية تجمع بين الروح والعقل والخيال"، مع محاولة "التعرف على حلول مبتكرة لواقعنا الإسلامي المعاصر، استلهاماً من المشروع التجديدي لمحمد إقبال، والإفادة من الرؤية الإصلاحية والتجديدية التي قدمها في فهم متطلبات الجهود الإصلاحية للواقع الإسلامي المعاصر" . جديرٌ بالذّكر أن الجلسة الإفتتاحية لمؤتمر "محمّد إقبال وجهوده في الإصلاح والتجديد الفكري"، التي انطلقت صباح اليوم الخميس 17 ديسمبر 2015 برحاب مؤسسة محمّد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية ترأستها الدّكتورة جميلة المصلي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، إلى جانب فتحي حسن ملكاوي المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، وخالد الصّمدي رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، وأمينة الحجري المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، وحذيفة أمزيان، رئيس جامعة عبد المالك السّعدي بتطوان .