أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر السيد لحسن الداودي، اليوم الجمعة بتطوان، أن الوزارة تسعى إلى التأسيس للتكامل المعرفي بين مختلف العلوم وسد الثغرة العلمية والفكرية بين الدراسات الاسلامية من جهة والدراسات الاكاديمية والعلوم الانسانية والحية من جهة أخرى. وأوضح السيد الداودي في افتتاح ندوة دولية حول موضوع "التعليم العالي والبحث العلمي في الدراسات الاسلامية .. رؤية استشرافية في ضوء التحولات المعاصرة "، أن الوزارة تعمل أيضا على توحيد المناهج الدراسية الجامعية والعليا، وتقعيد وتأهيل مناهج البحث العلمي المرتبطة بالدراسات الإسلامية، حتى تواكب التحولات التي يعرفها العالم في شتى المجالات، وتمكن من وضع رؤية كونية حقيقية حول العلوم الشرعية. واعتبر الوزير في نفس السياق انه آن الأوان لتغيير المقاربات العلمية الخاصة بالدراسات الاسلامية وتشجيع البحث العلمي وتوفير الشروط العلمية والمادية لإبداع فكري واسع وشامل لمواجهة تحديات العهد الجديد ،عبر آليات الإقناع والحوار الثقافي الحضاري المنفتح والمتفتح على كل العلوم ،لتوضيح منظور الاسلام في كل القضايا الانسانية وايجاد الحلول المعرفية لإشكالات العصر، من خلال البحث العلمي الرزين والهادف، وكذا من خلال التنسيق بين الدراسات الاسلامية وباقي التخصصات الجامعية. وقال السيد الداودي في هذه الندوة، التي يشرف على تنظيمها على مدى يومين فريق البحث في "القيم والمعرفة " بجامعة عبد المالك السعدي بشراكة مع المركز العالمي للفكر الاسلامي، إن هذه التظاهرة الفكرية بالإضافة الى أهميتها في ملامسة واقع وآفاق الدراسات الاسلامية في بعديها العلمي والاكاديمي، فإنها تشكل مناسبة لتبادل التجارب الدولية والعربية في مجال التكوين والبحث في سياق الإصلاح الجامعي العام والرؤية الاستشرافية المرتبطة به. من جانبه، أكد الأمين العام للمعهد العالمي للفكر الإسلامي السيد عمر الكسولي أن الندوة تبرهن على مستوى التطور والتراكمات العلمية الايجابية التي حققها المغرب في مجال الدراسات الاسلامية ،وكذا انفتاح المغرب ومسعاه العلمي لتطوير مناهج الدراسات الاسلامية خدمة لقضايا الأمة الاسلامية ومستقبلها المعرفي والعلمي ،كما تعكس الندوة رغبة الباحثين المغاربة في تعزيز ودعم حضور الطرح الاسلامي المتوازن والمعتدل في كل القضايا الانسانية الكونية الراهنة . وأبرز أهمية توحيد جهود علماء العالم الاسلامي من مختلف المشارب لإبراز خصوصيات ونضج الفكر الاسلامي ومساهمته الفكرية في إيجاد الأجوبة لكل قضايا المجتمع الدولي عامة وقضايا العالم الاسلامي، من منطلق علمي يرتكز على تعاليم الاسلام السمحاء. ومن جهته ،اعتبر رئيس الندوة ورئيس المركز المغربي للدراسات والابحاث التربوية الباحث خالد الصمدي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء ،ان هذه التظاهرة الفكرية تعد من جهة لحظة احتفال بمرور 35 سنة على تأسيس شعب الدراسات الاسلامية بالمغرب ،وهي أيضا محطة تقييمية لمسار البحث والتكوين الخاص بالدراسات الاسلامية في الجامعات المغربية، ومحطة علمية لاستشراف الآفاق وطرح الأسئلة الاكاديمية الملقاة على كاهل الباحثين المتخصصين في الدراسات الاسلامية لتطوير مناهج البحث والتدريس ،لمسايرة ركب التطور والتجديد العلمي . وتم بمناسبة حفل الافتتاح تكريم شخصيات علمية وفكرية مغربية وأجنبية ساهمت من موقعها الاكاديمي في تطوير البحث العلمي المرتبط بالدراسات الاسلامية ووضع المناهج والبرامج الخاصة به ،وهم السادة محمد الكتاني، عضو اكاديمية المملكة، ومحمد بلبشير الحسني عميد شعب الدراسات الاسلامية بالجامعات المغربية ،وفتحي حسن ملكاوي المدير الاقليمي للمعهد العالي للفكر الاسلامي بالاردن، والعلامة التونسي عبد المجيد النجار، والباحث المغربي العلامة الشاهد البوشيخي. ويتضمن برنامج الندوة ،التي يشارك فيها باحثون من جامعات ومراكز البحث من الولاياتالمتحدة والسعودية والاردن وتونس وفرنسا وتركيا واليابان والجزائر واندونيسيا والعراق والمغرب ،جلسات تلامس مواضيع فكرية شتى منها "الدراسات الاسلامية ،رؤى وتوجهات عامة" و"عرض التجارب الدولية في التكوين والبحث في الدراسات الاسلامية ". كما تتناول جلسات الندوة مواضيع "التكوينات الجامعية في الدراسات الاسلامية وعلاقته بالتنمية " و"استراتيجيات التنسيق بين الدراسات الاسلامية وباقي التخصصات الجامعية" و"بناء المناهج الجامعية في الدراسات الاسلامية في ضوء تحديات الواقع المعاصر " و"تطوير طرق التدريس الجامعي في الدراسات الاسلامية " و"تجارب جمعيات ومراكز البحث العلمي الخاصة ".