قالت جميلة المصلي، الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر "نحن مطالبون ببناء ثقافة جديدة مستمدّة من تاريخنا ومرجعيتنا لاسترجاع حضارتنا المفقودة وعدم الانحدار نحو آخر الرّكب" . ودعت المصلّي خلال ترأسها للمؤتمر الدّولي "محمد إقبال وجهوده في الإصلاح والتجديد الفكري" صباح اليوم الخميس 17 ديسمبر 2015 "الشباب الباحثين إلى أن يكونوا خلف لخير سلف، من خلال استخلاص العبر من سير محمّد إقبال وغيره من الأعلام الإسلامية". وكشفت المتحدثة أن "أعداد الباحثين بالوطن العربي محدودة جداً، بالمقارنة مع الدّول التي سبقتنا بسنين قليلة في البحث العلمي فهي تتطور بشكل كبير في مجال البحث العلمي"، حسب قولها . ومن جهته قال فتحي حسن ملكاوي المدير الإقليمي للمعهد العالمي للفكر الإسلامي، أن "المعهد يعتمد على مبدأ التعاون في تنظيم مثل هذه المؤتمرات التي تتدارس فكر أعلام الأمة الذين جاؤوا ينظريات إصلاحيّة عميقة، إذ أن الإصلاح بآليات فردية يكون عسيراً بعكس ما يكون مشتركاً بين حكومات ومنظمات دولية أو وطنية"، مبرزاً في ذات السّياق أن "الإصلاح يأتي بروح المبادرة، لا بروح الإنتظار، بعيداً عن التلاوم الذي أنِسناه بين الحكومات وبين المؤسسات الأخرى في المساهمة في حركة الإصلاح الإجتماعي والسياسي" . وعن المؤتمر الذي ستستمرُّ أشغاله ليومي 17 و 18 من الشّهر الجاري، قال خالد الصّمدي رئيس المركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، أنه يأتي في سياق "إعطاء فرصة للأساتذة الباحثين للإحتكاك بشكل أكبر بالأساتذة المؤتمرين بعد تكويناتهم العديدة في مجال التعليم ومناهج التربية، وللإستفادة من التاريخ الإسلامي الذي يزخر بالحركات الإصلاحيّة" يضيف الصّمدي . وأكّدت أمينة الحجري المديرة العامة المساعدة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة أن الإحتفاء ب "فيلسوف الذّات محمّد إقبال ليس بجديد على "إيسيسكو"، لأنها دأبت كلّ سنة على الإحتفاء بأحد أعلام الأمة الإسلامية الذين كان لهم مساهمات في المسيرة الإصلاحية التي ابتدؤوها من التراث الدّيني في تجديد الدّين الذي يؤدي إلى بناء الحضارة الإسلامية من جديد" . واعتبر حذيفة أمزيان، رئيس جامعة عبد المالك السّعدي بتطوان أن "دورة المؤتمر إنصافاً لروح المفكّر محمّد إقبال الذي ناضل من أجل نشر الفكر السّليم ومنهج السَّلام رغم أنه لم يعمَّر إلا قليلاً، مضيفاً "نحن محتاجون جداً إلى فكر محمد إقبال لتجاوز المشاكل التي توغلت فيها أمتنا الإسلامية خصوصاً فيما يتعلق بالإختلاف في فهم النص الديني الذي يؤدي أحياناً إلى الإقتلال مع الأسف" . جديرٌ بالذكر أن المؤتمر العلمي الدّولي "محمد إقبال وجهوده في الإصلاح والتجديد الفكري" ينظّم على مدى يومين 17 و 18 ديسمبر الجاري، من طرف المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة، والمعهد العالمي للفكر الفكري، بالتنسيق مع جامعة عبد المالك السّعدي، والمركز المغربي للدراسات والأبحاث التربوية، بمركز مؤسسة محمّد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية ، ويشارك فيه أساتذة وباحثون من 11 دولة عربية وآسيوية .