يبدو أن الذكرى الأولى لرحيل المرحوم عبد الله بها، الذي شغل منصب وزير الدولة واليد اليمنى لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، لن تمر دون عودة أسئلة التشكيك في الطريقة التي ودع بها حكيم التيار الإسلامي بالمغرب الحياة. قياديون في حزب العدالة والتنمية غير مقتنعين بالرواية التي أفضت إليها التحقيقات، ولا يزال العديدون في كواليس الحزب يتركون هامشا للشك، يضيق عند البعض منهم، ويجد متسعا كبيرا عند القاعدة الحزبية للعدالة والتنمية، كما لدى كثير من المغاربة. بنكيران رفيق درب عبد الله بها الذي ترجل خلف موكب جنازته ليقوم بدفنه بيديه حتى يستوعب الحدث ويعقل الحادث، يتنهد كثيرا قبل أن يتحدث عن "الوفاة"، ويبقي في دواخله غصة تحدث الكثير من الرجات الإعلامية بين الفينة والأخرى، كتلك التي يتحدث عن استعداده للموت في سبيل "فكرة الإصلاح" التي يؤمن بها، ويلحق برفيق دربه. في عالم "الفايسبوك" يبدو التفاف اليقين والشك أكثر، ولا يمكن فرز الخيط الأبيض من الخيط الأسود في كثير من آراء القياديين والمقربين من مراكز القرار الحزبي للمصباحيين. المتحللون من المسؤولية الحزبية والسياسية أكثر قدرة على التلميح والتصريح، هنا وفي تدوينة على صفحته الخاصة بالفايسبوك، يلمح الشقيري الديني، الذي استقطبه بنكيران بعدما وصل إلى الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية إلى المقر المركزي للحزب بالرباط، (يلمح) إلى أكثر من رسالة. يقول الشقيري:" ولو سئلت عن فرضية مقتله لأجبت: الله أعلم..! فنحن في عالم السياسة وهي مجال الصراعات والتصفيات وتداخل المصالح وتشابكها، ومجال الدسائس ولعب الكبار، واسألوا التاريخ البعيد والقريب..". ويزيد الشقيري في تبرير فرضيته بالقول:" لكن لو سئلت: على فرض مقتله، فلمصلحة من؟ لقلت: هو الإسلامي الوحيد في تقديري الشخصي، الذي يصلح أن يكون مستشارا لجلالة الملك، وبفقدانه يكون الملك قد فقد مواطنا من طينة خاصة..!". ويضيف الشقيري :" أعتقد أن الحزب أحسن فعلا إذ ألغى الذكرى السنوية لوفاة سي عبد الله بها ، وقد مات أو اغتيل من هو أفضل وأعظم منه منزلة: سيدنا عمر بن الخطاب، وسيدنا عثمان بن عفان وسيدنا علي عليهم الرضوان، ولم تقم عليهم الأمة مأثما ولا عويلا..! إلا ما كان من جهلة الشيعة مع الإمام الحسين رضي الله عنه". وكان حزب العدالة والتنمية قد أعلن عن إلغاء الاحتفال بذكرى رحيل المرحوم عبد الله بها، مكتفيا بزيارة إلى قبره بمقبرة الشهداء بالرباط، كما سيقوم الفريق النيابي لحزب العدالة والتنمية بحفل تأبيني مصغر. أما حركة التوحيد والإصلاح التي كان بها يشغل فيها عضوية مكتبها التنفيذي فإنها قد أعلنت عن تنظيم ندوة حول الرجل، في إطار ندوات سبيل الفلاح التي تنظمها الحركة.