هاجم الائتلاف الوطني للغة العربية المذكرة الأخيرة لوزير التربية الوطنية والتكوين المهني، رشيد بلمختار، والتي تدعو مدراء الأكاديميات إلى اعتماد اللغة الفرنسية في تدريس مادتي الرياضيات والعلوم الفيزيائية خلال الموسم الدراسي المقبل، واصفة قراراته بهذا الخصوص ب"الانفرادية" و"المزاجية". وقال بيان للائتلاف، تتوفر "الرأي" على نسخة منه، إن هذه المذكرة الجديدة تثبتُ أن مسار الفرنسة "الذي بدأ منذ مدة قد وصل أوجه بعد الباكالوريا الفرنسية، المسماة دولية، وانتقل إلى مستوى الأحادية اللغوية التي تلغي مسارا طويلا من التعريب وتغيير بوصلة الانتماء ضد كل النصوص القانونية والتنظيمية المؤطرة للمسألة التربوية". وجدد البيان التنبيه إلى أن الهدف من توقيع رشيد بلمختار على اتفاقية الباكلوريا "الفرنسية"، هو "تكريس التبعية للنموذج الفرنسي وتعميق الارتباط بالمركز الفرنكفوني، ضدا على كل مكتسبات النقاش اللغوي، وتوجيها لعملية إصلاح التعليم، وهو ما تأكد في مناسبات عديدة ويتأكد اليوم بشكل أكثر وضوحا". واعتبر البيان ذاته هذه المذكرة "تهديدا حقيقيا للأمن التربوي واللغوي للمغاربة، واستهزاء بقيمهم وتوافقاتهم المجتمعية والدستورية". وعبر الائتلاف عن "رفضه المطلق" لمضمون المذكرة التي قال إنها "ترهن مستقبلنا التربوي بقرارات انفرادية ومزاجية"، معتبرا إياها "خرقا سافرا للنص الدستوري وتجاوزا للنقاش التربوي الجاري في لقاءات ومشاورات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي". ودعا الحكومة إلى "إلغاء المذكرة واحترام المقتضيات الدستورية وهوية المجتمع المغربي"، كما دعا "كل الفعاليات المدنية والسياسية" إلى "التصدي لهذا التوجه المستهدف للغة العربية والاستعداد لكل الأشكال النضالية لإيقاف هذا المنحى التراجعي الخطير الذي يهدد الذات الوطنية ويمس بقيم المدرسة المغربية وبمستقبل الأجيال وإشعاع المغرب الحضاري"، حسب تعبيره.