بعد الزلزال الذي أحدثه بلاغ وزارة الداخلية أمس الأربعاء في صفوف الأحزاب السياسية المغربية، حين أعلن أن النيابة العامة بدأت التحقيق مع 26 فردا متهمين باستعمال المال في انتخابات مجلس المستشارين 10 منهم تمكنوا من الفوز بمقاعد بالغرفة الثانية، قال عبد العزيز أفتاتي القيادي البارز في حزب العدالة والتنمية في تصريح ل"الرأي" إن الخطوة التي أقدمت عليها وزارة الداخلية إيجابية جدا، ووجب تشجيعها من طرف الأحزاب السياسية المغربية، مضيفا أن عدد المتهمين المعلن عنه "هزيل جدا أمام الذين استعملوا المال". وبخصوص ما قاله حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال في تصريحه ل"الرأي" من كون الخطوة المذكورة ستخلق فتنة وبلبلة في البلد، وبأنها ضربت قرينة البراءة عرض الحائط، قال أفتاتي أختلف مع الإخوة في حزب الاستقلال في هذه القراءة، لأن إعلان أسماء المتهمين باستعمال المال لا يفيد الإدانة ولا التبرئة، مسترسلا "الداخلية قالت فقط إن هؤلاء مشمولين بالتحقيق وضمنهم أحد إخوتنا في حزب العدالة والتنمية اسمه حميد زاتني الذي أعرفه معرفة قديمة، ولا يمكنه أبدا أن يقوم باستعمال المال، لأنه أصلا ليس لديه المال لكي يوزعه، هو رجل تعليم نزيه وأنا متأكد أن القضاء سينصفه"، مضيفا تواجد هذا العضو مثلا في لائحة المتهمين لا يجب أن يجعلني أغضب أو أعارض الخطوة بالعكس يجب أن أشجعها وأترك الكلمة للقضاء في النهاية. الذي يجب أن يعلمه المغاربة يقول أفتاتي هو أن إعلان أسماء هؤلاء تم بناء على شكايات، وهذه الشكايات قد تكون صحيحة أو تدليسية، واللجنة الحكومية لتتبع الانتخابات قامت فقط بدورها، والكل يعلم أن انتخابات مجلس المستشارين لم تكن انتخابات بل "مسخرة" يؤكد أفتاتي، قائلا "وبكل تأكيد هنالك من استعمل المال ولم يشمله التحقيق"، مضيفا أن الإدارة الترابية لديها معطيات كافية والعلم اليقين حول الذين استعملوا الأموال "خصها دير اللازم ومخصهاش اتفرج". ودعا أفتاتي إلى فتح تحقيق موسع ليس فقط في انتخابات مجلس المستشارين، بل أيضا في انتخابات مجالس الجهات والعمالات والجماعات، قائلا "مثلا في وجدة صرف الإسكوبار أزيد من 30 مليون درهم والكل يعلم هذا"، مضيفا هذه الانتخابات كشفت لنا عن الإسكوبارات ويجب على الجهات المختصة اتخاذ الإجراءات اللازمة في حقهم، لأن ما عرفته هذه الانتخابات من توزيع للأموال "حاشى لله أن تمثل إرادة الشعب". وأضاف أفتاتي في انتخابات مجلس المستشارين كانت الأصوات التي سيحصل عليها كل حزب معروفة، والذي حصل على أكثر من أصواته يعني تلقائيا أن الأموال كانت إلى جانبه، والذي حصل على أقل من أصواته يعني أن الأموال حرمته من أصواته المستحقة، وتأسف أفتاتي إلى تحول بعض الناخبين الكبار إلى مرتزقة عوض ممارسة العمل السياسي بمفهومه النبيل.