المشهد السياسي المحلي درامي بما تحمله الكلمة من معنى، ومحاط به مشهد جيوسياسي أكبر لا يستطيع المتضلع في العلوم السياسية قراءته أو التنبؤ بمآله وما سيسفر من عواقب. ومن غرائب هذا الزمن الأعرج أن تجد على رأس الهرم السياسي والتنظيمي.. قيادة مفتقرة لأبجديات فن وعلم القيادة. فعند بعضهم لا تعدو أن تكون مجرد القيادة بالنية، لكن كم شخصا "دار النية وبات مع الحية" ومازال حيا يرزق !وعند البعض الآخر هي سياسة القرب من عامة الشعب: محاولة التظاهر بأكل ما يأكلون، ولباس ما يلبسون، والمشي في الأسواق وامتطاء وسائل النقل العمومية! وهناك فئة تتخذ من الخطابات الشعبوية، الدينية، القبلية.. والروحية التي تدخل في إطار عالم الأرواح الشريرة.. لتدغدغ بها مشاعر فئات عريضة من الشعب يغلب عليها الجهل والفقر. القيادة عندنا مرتبطة بالعقيدة أو الغنيمة أو القبيلة ، وليس بالكفاءة و القدرة والمهنية. في خضم هذه المسرحية الآفل نجمها بممثليها، ديكورها، أحداثها، مخرجها.. يظل المتفرجون حيارى ما بين مغادرة المسرح أو هدمه على من فيه. السياسة بمفهومها النبيل الأرسطي هي تدبير الشأن العام وتدافع الأطروحات لفرز الأفضل والأحسن. لكنها اليوم صارت سوقا غير مهيكل، يباع فيه الوهم لجني ربح سهل وآني ولو على حساب مستقبل وطن وشعب. منذ استقلال بلدان ما وراء الشمس عقب انتهاء الحرب العالمية الثانية، وهي تعيش في دائرة مفرغة، تتخبط ما بين اليمين واليسار، مابين حكم العسكر وأشباه العسكر، ما بين الحكم باسم الدين والحكم باسم العلمانية.. فلا هي تطورت ولا هي ماتت، وبقيت دار لقمان كما كانت. من المحاضرات الأولى التي تقدم لطلبة الاقتصاد المبتدئين، محاضرة مراحل النمو الخمس لوالت وثمان روستوف (2003-1916) ROSTOW وملخصها ما يلي: أي دولة لتصير دولة متقدمة يتوجب عليها المرور عبر خمس مراحل: - المجتمع التقليدي (يهيمن عليه القطاع الفلاحي ولا يكون فيه أي تغيير اجتماعي)؛ - الشروط القبلية للإقلاع (تطور العقليات، نمو الإنتاجية الفلاحية وتطور النمو الديمغرافي)؛ - الإقلاع (النمو السريع للاستثمارات في القطاع الصناعي)؛ - التطور نحو النضج (نمو الدخل، تتابع الثورات الصناعية)؛ - عصر الاستهلاك المكثف. فما هي يا ترى المرحلة التي تتوافق مع ما حققته دولنا ودويلاتنا من نمو؟ www.facebook.com/halim.sabar