على بعد حوالي ثلاثة أسابيع من الانتخابات المحلية والجهوية، المقررة في 04 شتنبر المقبل، قدم 26 عضوا في حزب العدالة والتنمية بمدينة مكناس استقالاتهم إلى الأمين العام للحزب، عبد الإله بنكيران، بسبب ما اعتبروه "تهميشا وإقصاء" من قبل "قيادة" الحزب بمكناس. وهو ما نفاه الكاتب الإقليمي للحزب بمكناس، رشيد طالبي، قائلا إن الشخص الذي يُحرك هذا الملف سبق أن اتخذت في حقه إجراءات انضباطية من قبل "الهيئة الجهوية للتحكيم"، وأنه ذهب للترشح باسم حزب آخر. واتهم أعضاء "البيجيدي" المستقيلون، في رسالة وجههوها إلى بنكيران وتتوفر "الرأي" على نسخة منها، "قيادة" الحزب بمكناس، بأنها "لا تُؤمن بمبدأ الإشراك والاستيعاب وتدبير الاختلاف"، كما اتهمتها ب"بذل كل الجهد من أجل بقائها في القيادة والحفاظ على مواقعها في داخل الحزب"، و"إقصاء متعمد للوجوه الجديدة بالحزب التي تتمتع بالكفاءة العالية والاحترام من داخل اعضاء ومن داخل الاوساط الشعبية"، على حد تعبير الأعضاء المستقيلين. المُستقيلون ذهبوا أبعد من ذلك في رسالتهم إلى الأمين العام ل"البيجيدي"، حينما قالوا إن قياديي الحزب بمكناس "يعتبرون كل معارض لسلوكياتهم وتمثيلهم في اللوائح الانتخابية خائنا ويجب محاربته وإقصاؤه وإقصاء كل من يُؤمن بالنهضة والتغيير والتشبيب"، حسب تعبير نص الرسالة. وفي رده في الموضوع، أوضح الكاتب الإقليمي ل"البيجيدي" في مكناس أن المستقيلين ينتمون جميعهم إلى ما سماه "الحي المعلوم"، وأنه لم يتوصل إلى حدود الساعة بأية استقالة جماعية، معتبرا أن من يقودون هذا التحرك "ليست لهم الشجاعة" لمواجهة الهيئات المجالية للحزب، متسائلا: "إذا كانوا على صواب لماذا لا يلجؤون إلى الطعن لدى هيئة التحكيم الجهوية، ثم الوطنية أو إلى القضاء؟، بدل اسلوب العرائض"، الذي اعتبره "أسلوب العاجزين"، مشيرا إلى أن بعضهم "عنده مشكل" مع اختيار عبد الله بوانو وكيلا للائحة "المصباح" بمكناس. وأضاف رشيد طالبي، في تصريح ل"الرأي"، أن حيثيات "المشكل" بدأت مع المؤتمر الإقليمي للحزب بمكناس في 15 أبريل الماضي، حيث حاول "شخصٌ"، لم يرغب في ذكره بالاسم، توجيه المناضلين في عملية انتخاب الكاتب الإقليمي، مشيرا إلى أن هيئة التحكيم الجهوي توصلت بشكايات لمناضلين بهذا الخصوص، واتخذت عقوبة "الإقالة" في حق الشخص المعني، مشددا على أن الحزب "يبني قرارات بشكل مؤسساتي وليس على ادعاءات". وأقر الكاتب الإقليمي ل"البيجيدي" بأن الكتابة الإقليمية "أخطأت" عندما لم تذهب "بعد هذا التشويش إلى هؤلاء المناضلين للتواصل معهم وتوضيح الأمر"، مشددا على أنها ستفعل ذلك. واعتبر المتحدث، في التصريح ذاته، أن الحزب مؤسسة كبيرة" ومثل هذه "الصدمات" لا تُؤثر فيه بشكل كبير، مُبديا استغرابه من التوقيت الذي تم اختياره من قبل المستقيلين، والذي جاء أياما قليلة فقط قبل الاستحقاقات الانتخابية. ومن المنتظر أن تتدخل الأمانة العامة ل"البيجيدي" في هذا النازلة من اجل رأب الصدع، خصوصا وأنها تأتي أياما فقط قبل الموعد المحدد للاستحقاقات الانتخابية الجماعية والجهوية.