وصل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم الأربعاء إلى بكين وسط تزايد التوترات في الآونة الأخيرة بسبب معاملة الصين لأقلية الإيغور المسلمة. وعلى الرغم من أن الجانبين يتمتعان بعلاقات ودية ظاهرياً فإن مشاعر الرأي العام التركي أججتها تقارير إعلامية تحدثت عن فرض سلطات بكين قيوداً على ممارسة أقلية الإيغور المسلمة القاطنين في منطقة شنغيانغ شمالي غربي الصين شعائرها الدينية خاصة صوم شهر رمضان الماضي. ويرتبط الأتراك والإيغور بوشائج اللغة والثقافة والدين. وكان المئات قد ساروا مؤخراً في شوارع إسطنبول التركية فأحرقوا الأعلام والقنصلية الصينية ولوحوا بأعلام تمثل موطن الإيغور مطالبين بمقاطعة البضائع الصينية. ومن المقرر أن يلتقي أردوغان نظيره الصيني شي جينبينغ. ويرافق الرئيس التركي وفد مكون من أكثر من مئة رجل أعمال خلال الزيارة التي تهدف كذلك إلى زيادة الصادرات إلى الصين التي يصل مستواها الحالي إلى 2.8 مليار دولار سنويا. ومن المقرر أن يزور أردوغان إندونيسيا أيضا ضمن جولة آسيوية تستغرق أربعة أيام. وتكتنف العلاقات الصينية والتركية تعقيدات ناجمة عن تقارب أنقرة مع الولايات المتحدةوالحرب الأهلية المستعرة في سوريا، بحسب وكالة أسوشيتد برس للأنباء. وقد ظلت الصين تعارض أي تدخل دولي في سوريا، بينما يعتبر أردوغان أحد أشد المنتقدين لنظام الرئيس بشار الأسد. وتشن أنقرة حاليا حملة عسكرية عبر الحدود السورية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ومواقع لحزب العمال الكردستاني في شمالي العراق وذلك بعد هجمات دموية تعرضت لها الأراضي التركية مؤخراً. ويتوقع أن تكون خطة تركيا لحيازة منظومة صواريخ دفاعية جديدة مدرجة على جدول أعمال أردوغان لدى لقائه الرئيس الصيني. وكانت تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، قد وافقت في عام 2013 من حيث المبدأ على شراء منظومة صواريخ جوية دفاعية من طراز إتش كيو9 من الصين التي عرضت أفضل الأسعار مع تزويد المنظومة بالتكنولوجيا. غير أن الصفقة أثارت خلافاً لتعارضها مع منظومات الأسلحة التي يمتلكها حلف الناتو وبسبب احتمال تسرب أسرار عسكرية إلى بكين.