تعتبر سنة 2014 بالنسبة لتركيا سنة استثنائية بامتياز,حيث ستعرف انتخابات محلية و أخرى رئاسية في ظل مرحلة حرجة تمر منها البلاد,حسب متتبعين للشأن التركي,الشي الذي يمكنأن يغير, وجه الخارطة السياسة داخل البلاد. ليس من الغريب أن يزداد وقع طبول الحرب النفسية و الإعلامية بين الخصوم والفرقاء السياسيين فيما بينهم كلما اقتربت فترة الإنتخابات.ولكن المثير للإهتمام في المشهد السياسي التركي هوانتقال النزاعإلى داخل رقعة المتحالفين فيما بينهم. المعلوم أن التحالف بين حزب أردوغان الحاكم و جماعة الخدمة,التي تعتبر من أكبر التيارات الإسلامية بتركيا,استمرلأكثر من عشر سنوات.وقدعرف اختلافات في وجهات النظر السياسية وتشنجات من وقت لاخر بخصوص مجموعة من قضايا الشأن العام.إلا أنها لم تصل أبدا, حسب محللين,إلى الحالة المتأزمة التي تعرفها العلاقة هذه الأيام و التي يظهر أن حدتها تزداد مع مرور الوقت. بعد تسريب الوثائق السرية ,التي تفاجأ بها الرأي العام الأسبوع الماضي ,من طرف صحيفة "طرف" التركية, والتي تتهم الحكومة بدعمها لقرار مجلس الأمن القومي لتصفية التوجهات الإسلامية بالبلاد.عرفت تركيا في هذا الأسبوع مفاجأة من عيار آخر.اعتقالات و عمليات دهم هزت الرأي العام ,شنتها فرق مكافحة الجرائم المالية واحتجزت إثرها و لأول مرة عدداً من رجال أعمال مشهورين مقربين من حزب العدالة والتنمية الحاكم,منهم أبناء وزراء في الحكومة, ووجهت لهم تهمة التورط في ملفات فساد ورشاوى وتبييض أموال. تحريك ملف من هذا النوع في هته الفترة بالذات, بغض النظر عن مدى صحة الإتهامات ضد المعتقلين, يطرح أكثر من سؤال حول الدافع من وراء ذلك. اتهام مقربين من حكومة أردوغانعلى خلفية قضايا الفساد المالي,يعتبره بعض المراقبين, بمثابة محاولة للضغط أكثر على الحكومة من طرف جهات داخل جهاز الأمن التركي ,مقربة من الجماعة, للتراجع عن بعض قراراتها السابقة. من جهة أخرى, ذكر الكاتب التركي,عبدالرحمن ديليباك المعروف بقربه من الحكومة, سيناريو آخرأكثر خطورة, وأكد أن أيادي خارجية, من ضمنها المخابرات الأمريكية, لها دخل في الحالة المتوترة التي يعيشها الوضع السياسي التركي هذه الأيام, وياتي هذا,حسب الكاتب, في اطار مخطط يهدف إلى إضعاف الحكومة و ابتزاز أعضائها بهدف إفشالها في المحطات السياسية المقبلة , وفي المقابل دعم تحالف بين جماعة الخدمة و أحزاب المعارضة للفوز في الانتخابات والتربع على مقاليد الحكم. لا شك أن حزب العدالة والتنمية التركي تعرض خلال فترة حكمه إلى أزمات ومؤامرات من جهات داخلية وأخرى خارجية,و قد تمكن من تجاوزها بحنكة سياسية تحسب له, واكتسب بذلك تجربة لا يستهان بها في إدارة الأزمات.لكن كان ذلك كله بدعم من حلفائه المساندين له في جل المحطات السياسية.فهل ينجح هذه المرةفي حالة ما اختار حليفه الإستراتيجيقلب الطاولة والإنخراط في سيناريو التحالف مع أحزاب المعارضة ؟ *عبدالله علوان – طالب مغربي مقيم بتركيا