صفعة جديدة تلك التي تلقتها أحزاب المعارضة بمجلس النواب في جلسة التصويت أمس الأحد على الجزء الأول من قانون المالية، بعد 14 ساعة متواصلة من النقاش، حينما صوت أغلب الحضور بالإيجاب. وعرفت الجلسة ملاسنات قوية بين النواب البرلمانيين، كان أبرزها تصويب النائب عن البيجيدي، عبد العزيز أفتاتي، مدفعيته صوب نواب حزب الاستقلال متهما إياهم بإغراق لوائح المعطلين بمن أسماهم «باك صاحبي»، في إشارة إلى «المريدين والأتباع والأقارب وغيرهم»، وقال مخاطبا النائب عن الفريق الاستقلالي عبد القادر الكحيل: «إن من زاحم المعطلين هم الذين وُظفوا بشواهد مزورة، وهم الذين أُلحقوا بطرق مشبوهة إلى دواوين وزراء من غير كفاءة ولا شواهد»، متهما النائب ذاته بأنه «يمارس التدليس على المجلس بادعائه في نص التعديل المقدم باسم الفريق أن اللائحة تضم 3000 من حاملي الدكتوراه وهو أمر غير صحيح" حسب تعبير أفتاتي. وقد تم التصويت ليلة أمس، وبعد أكثر من 14 ساعة على أكثر من 141 تعديلا قدمتها فرق المعارضة مفرقة، على الجزء الأول من مشروع قانون المالية لسنة 2014 ب 110 أصوات مقابل 37 للمعارضة. وحسب مصدر حضر جلسة التصويت، فقد مثَّل نواب حزب العدالة والتنمية حوالي 81 في المئة من 110،عدد أصوات الأغلبية، بينما حضر من فرق المعارضة 37 نائبا من أصل 172 موزعة على حزب الأصالة والمعاصرة ب 16 نائبا من أصل 47، وحزب الاستقلال ب 9 نواب من أصل 62، وحزب الاتحاد الدستوري ب 7 نواب من أصل 24، وحزب الاتحاد الاشتراكي ب 5 من 39 نائبا. وفي أول تعليق على غياب نواب المعارضة عن جلسة التصويت هاته، اعتبر سعد الدين العثماني، القيادي بحزب العدالة والتنمية والوزير السابق في النسخة الأولى من الحكومة أن هذا "يعكس الضعف الشديد للمعارضة التي لا تستطيع أن تحشد حتى 25 بالمئة من برلمانييها، بينما حضر حوالي 90 بالمئة من أعضاء فريق العدالة والتنمية". وتساءل عدد من المتتبعين عن الغياب غير المفهوم لنواب المعارضة عن جلسة التصويت على قانون المالية الذي يرهن مستقبل المغرب اقتصاديا واجتماعيا لسنة كاملة.