انطلقت، اليوم السبت بالعاصمة الأردنية عمان، أشغال المؤتمر الدولي حول "دور الوسطية في مواجهة الإرهاب وتحقيق الاستقرار والسلم العالمي" بتأكيد الكلمات الافتتاحية على أن الإسلام براء من الإرهاب. وأكد الأمين العام للمنتدى العالمي للوسطية مروان الفاعوري، خلال افتتاح المؤتمر الذي يعرف مشاركة مغربية، أن هذا المؤتمر "يأتي في وقت يجسد الحالة الحرجة التي نمر بها جميعا، فالعنف، والحروب الداخلية، واتساع مظاهر التطرف، والإرهاب من التكفير وإلى التفجير بما يهدد السلم الاجتماعي للأوطان، والبنيان والإنسان"، كل ذلك ناجم عن سوء الفهم لمبادئ الإسلام الحنيف والمحاولات المشوهة لتطبيقها. ودعا الإعلام الغربي إلى عدم المزج بين الإرهاب والإسلام من خلال خطاب الكراهية، موضحا أن الخطر الحقيقي لهذا الخطاب يتجلى في كونه يمثل "المرحلة الأولى من مراحل الحرب التي تسبق إطلاق الرصاص والتصفية والإفساد وتصفية الآخر وإنهاءه". وأضاف أن على الجميع، أفرادا ومؤسسات، أõسرا ومجتمعات مدنية، علماء ومثقفين، ساسة وشعوبا، التصدي لظاهرة الإرهاب وتعرية أصحابها حتى يتوقفوا عن تنفيذ مخططاتهم الدنيئة لتشويه صورة الدين الحنيف بأيدي مغرر بها وتحت يافطة عباءة الدين الإسلامي، والدين الحنيف منها براء. ومن جهته، أشار رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي إلى عدد من عوامل الاستقطاب التي "يشعلها الغلاة، ويستغلها الغزاة لمقاصدهم، ومنها الاستقطاب الحاد بين اعتقاد ديني وفكر علماني، والاستقطاب بين السنة والشيعة، والاستقطاب داخل الجسم الإسلامي بين سلفيين وعصريين، والاستقطاب بين قومية غالبة ومجموعات قومية أخرى". واعتبر أن الغلو "تضخم إلى شبكات وإمارات ودعاوى خلافة مستخدما الترويع وهو التعبير الصحيح عن الإرهاب، وسيلة لتحقيق أهدافه السياسية"، مشيرا إلى أن "بعض الغربيين بدأوا يدركون حجم ما ساهمت به أخطاؤهم في الفهم، وفي السياسة في صنع أوجاع الأمة". كما سيكون من المناسب، يضيف علالي، النظر في "إعادة صياغة المفاهيم الدينية الإسلامية" ونشر قيم التعايش وبثها في نفوس النشء، وأن تعمل المؤسسات الدينية على مراجعة المناهج التعليمية بمختلف المراحل الدراسية وإثرائها بالمبادئ الإسلامية السمحة وتطهير المراجع والكتب الإسلامية مما علق بها أو تسرب إليها من أحاديث دخيلة لا تستند على المراجع الفقهية الصحيحة. أما الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين علي القره داغي، فاعتبر أن الأمة الإسلامية "تمر بمرحلة من أخطر مراحلها في التاريخ". وقال إن الأخطر أن الفتن تطبق باسم الإسلام، والإسلام براء من ذلك. ورأى أن التطرف والإرهاب "صناعة مركبة من الغلو ومن ظروف داخلية وخارجية، وهو ما لا يمكن معالجته إلا من خلال الاعتدال والوسطية، لأن الإسلام المعتدل يسع الجميع"، مؤكدا أن لا دين للإرهاب الذي يتعين علاجه والقضاء على أسبابه بكافة الوسائل. وفي كلمة باسم المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الايسيسكو) قال عز الدين معميش إن هناك حاجة إلى حكمة العقلاء من أبناء الأمة، وإلى فطنة العلماء ووعي الشعوب، "كما يحتاج الجميع إلى الإنصات إلى صوت الوحدة والتآزر في مواجهة التطرف والغلو والإرهاب، والاعتصام بقيم الإسلام الداعية إلى التسامح والحوار والتراحم". وأعرب عن الأمل في أن يخرج المؤتمر بمشروع رؤية شاملة ومتوازنة تحول إلى برنامج عمل في التربية والتعليم والثقافة والفتوى والسياسة والعلاقة مع الأغيار، وتكون فيها ثوابت الأمة مصانة ومحاطة بمؤسسة مرجعية حصينة تتكون من أكابر العلماء المعتدلين والمفكرين المستنيرين الوسطيين. وتتمحور جلسات المؤتمر حول عدد من المحاور منها بالخصوص "التطرف والإرهاب، الجذور والمخاطر" و"دور المؤسسات والمنظمات الرسمية والأهلية في تدعيم الاستقرار وترسيخ منهج الاعتدال" و"التطرف والإرهاب، مراجعات ومقاربات" و"دور الوسطية في استقرار العالم الإسلامي" و"الإسلام والتطرف، تجارب في المعالجة".