اعتبر موقع "بيجيدي. ما"، اللسان الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية، أن تشكيل الحكومة الجديدة "ربح" للمغرب وأن المواقف والقراءات التي انتقدت التشكيلة الحكومية الجديدة واعتبرتها "انهزاما" لحزب العدالة والتنمية، "وقعت أسيرة لمقاربة ضيقة انتصرت لمنهج المقارنة دون أن تستحضر الإطار الماكرو لهذا التعديل ولا السياق السياسي الخاص الذي حكمه". وبرر ال "pjd.ma"، في افتتاحيته، نتيجة المفاوضات التي جرت لتعويض الوزراء المستقيلين من حزب الاستقلال بكونها "تمت في سياق سياسي وطني خاص اتسم بالظرفية الاقتصادية الصعبة التي تجتازها بلادنا وبالأزمة التي خلقها داخل الأغلبية الحكومية سلوك الزعيم الجديد لحزب الاستقلال"، مضيفا "فضلا عن تأثيرات مسار إجهاض ثمار الربيع الديمقراطي وإنهاء حكم من حملتهم إرادة الشعوب إلى تلك المواقع"، واعتبر أن التجربة المغربية "لم تكن بمنأى عن تلك التأثيرات لالتقاء إرادة خصوم التجربة السياسية المغربية مع إرادة نظرائهم في الخارج". واعتبرت افتتاحية موقع البيجيدي، الذي من غير المستبعد أن يكون سليمان العمراني، مسؤول الإعلام والعلاقات العامة بحزب بنكيران، هو من كتبها، (اعتبرت) أنه "كان متصورا أن تنهار المفاوضات لتشكيل الأغلبية الجديدة في أي لحظة، وأن يدخل المغرب بسبب ذلك في المجهول، لضيق الإمكانات التي تتيحها المرحلة، وهو ما كان من شأنه لا قدر الله أن يمس بالاستقرار الذي ينعم به المغرب وسط محيط إقليمي متقلب ومفتوح على كل الاحتمالات، وأن ينال بالتالي من الصورة التي كونها عبر نموذجه المتميز القائم على جدلية الإصلاح والاستقرار"، مستدركة "غير أن رياح المتربصين جرت بما لا تشهيه سفنهم وأمكن الخروج من عنق الزجاجة بتشكيل الحكومة الجديدة"، ووصفت ذلك ب "الإنجاز الدال" الذي "حَصَّن المسار السياسي لبلدنا من أي ارتداد ممكن بغض النظر عن التفاصيل". ونوهت الافتتاحية بدور رئيس الحكومة، عبد الإله بن كيران، في هذا "الإنجاز" بفضل ما قالت أنه "تَصَرُّف بمنطق التوافق مع كل الفرقاء السياسيين وتغليب المصلحة الوطنية على اعتبارات المصلحة الذاتية، فيما تعلق بتوزيع بعض الحقائب الوزارية"، مشددة على أن هذه ضريبة من يقود السفينة أن يتنازل بالقدر الممكن لركابها حتى لا تتوقف أو تغرق". وانتقدت كلمة الموقع مجددا الأمين العام لحزب الاستقلال، حميد شباط، قائلة أن "الأزمة خلقها سلوك الزعيم الجديد لحزب الاستقلال، القائم على وضع العصا في العجلة وممارسة المعارضة من الداخل والتنصل من التعهدات وخرق كل قواعد التعامل اللائق وغيرها من المصائب التي ابتلي بها الفرقاء السياسيون منه". وأكدت الكلمة ذاتها على أن قدرة هؤلاء الفرقاء السياسيين المشكلين للأغلبية الحكومية السابقة على تجاوز الأزمة التي خلقها حزب شباط "لهو إنجاز معتبر في حد ذاته، لأن استمرار الأغلبية السابقة في ظل ذلك الوضع كان من شأنه أن يوقع العمل الحكومي في خطة الإلهاء والإشغال من أجل هدر زمن الإصلاح وإعاقة معالجة خصاص المرحلة السابقة، في أفق الإنهاك التام المفضي إلى نفض الشعب ليده ممن قاد هذه المرحلة". وامتدحت افتتاحية "البيجيدي. ما" موقف سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون السابق، حين "وضع حقيبته رهن إشارة رئيس الحكومة اعتبارا لما تمليه المصلحة الوطنية العليا وتعبيرُه عن استعداده لخدمة الوطن من أي موقع كان"، قائلة أنه "كشف عن عملة راقية تبدو اليوم للأسف نادرة في المشهد المؤسساتي الحزبي، حيث يغلب على ممارسة السياسيين ابتغاء المواقع بأي ثمن". وجدد الموقع الإلكتروني التأكيد على أن "الذي نجح في هذه المحطة هو المغرب"، معتبرا غير ذلك من نجاحات أو إخفاقات الأطراف "تظل نسبية"، مشددا على أن الأهم في المرحلة المقبلة هو أن تتوجه الحكومة نحو "تحصين المسار الديمقراطي الذي انخرط فيه بلدنا منذ 2011 وحمايته من أي نزوعات ارتدادية من جنس ما وقع في الاقتراع الجزئي بدائرة مولاي يعقوب"، و"التصدي لملفات الإصلاحات الكبرى من قبيل إصلاح صندوق المقاصة وأنظمة التقاعد والإصلاح الجبائي وإخراج القوانين التنظيمية وإرساء المؤسسات الدستورية"، وكذا "تكريس روح النجاعة في العمل الحكومي وتعزيز المقاربة التشاورية مع كل الفرقاء في القضايا الكبرى للوطن"، حسب تعبير كاتب الافتتاحية.