أقر رشيد روكبان، رئيس الفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية، بكون الأجواء داخل الأغلبية المسيرة للحكومة الحالية المتوترة لا تشجع على العمل، ولن تكون أبدا محفزة على العمل والعطاء وتؤثر سلبا على انسجام الأغلبية. وانتقد روكبان، الذي كان يتحدث أثناء الندوة السياسية التي نظمتها شبيبة العدالة والتنمية بمقر بلدية الجديدة، مساء السبت، بحضور عبد الله بوانو، رئيس فريق العدالة والتنمية، التصريحات الأخيرة التي اتهم فيها حميد شباط أحد وزراء الحكومة الحالية دون تحديد اسمه، مضيفا أنها تدخل في باب السب والقذف والخوض في أعراض الناس، وأنها لا يساعد العمل الحكومي على المضي إلى الأمام، ولا تستحضر أدنى حدود اللياقة واللباقة السياسية. وقال رئيس الفريق النيابي لحزب الكتاب إن هناك أحزابا اتخذت قرار المشاركة في الحكومة الحالية بالإجماع، فيما لم تستطع أحزاب أخرى بلوغ ذلك الإجماع وشاركت في الحكومة الحالية. وأضاف روكبان أن التعاقدات التي تجمع مكونات الأغلبية لا يمكن أن تصبح خاضعة لتغيير رؤساء الأحزاب، لأنها تعاقدات مفروض أنها وقعت مع هيئات وليس أشخاص. وفي تلميحه إلى الأحزاب التي تعيش مشاكل داخلية، استشهد روكبان بكلام لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، الذي قال: «كيفاش الواحد ماقادرش يصلح أوضاع الحزب ديالو وباغي يصلح أوضاع البلاد». وحول العلاقة التي تجمع حزب التقدم والاشتراكية بحزب «البيجيدي»، قال روكبان: «إن ما يجمعنا مع حزب العدالة والتنمية أكثر مما يفرقنا»، منبها إلى كون الحكومة الحالية ليست حزبا واحدا، بل تسيرها أربعة أحزاب، لها أربعة مشاريع مجتمعية، وقال روكبان إن لديه انطباعا بأن الحملات الانتخابية مستمرة ودائمة، وأن هاجس الانتخابات التشريعية المقبلة هو السائد، وأن هذا الأمر يخلق صعوبات داخل مكونات الأغلبية. وفي حديثه عن المعارضة، قال روكبان: «ماغدينش نوريو للمعارضة أشنو غادير»، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن برلمانيي الأغلبية لن يكونوا أبواقا وأيادي مصفقة وآليات للتصويت قد تحول البرلمان إلى غرفة للتسجيل. وفي موضوع آخر، نفى روكبان الطرح القائل بكون الصراع اليوم هو بين الحداثيين والمحافظين، وبين من يحمل هم الإصلاح وتخليق الحياة العامة وحماية المال العام، وبين أطراف لم يسمها قال إنها تدافع عن مصالحها وموقعها وامتيازاتها، وصراع بين من يريد إنجاح التجربة الحالية ومن يريد إفشالها، داعيا هؤلاء إلى التنافس الشريف البعيد عن «المنشطات السياسية ودون التدخل في شؤون الأحزاب ومصادرة قراراتها». ومن جانبه، شن عبد الله بوانو، رئيس فريق ال«بيجيدي» هجوما لاذعا على من وصفهم ب«أصحاب المصالح والنفوذ، الذين يستفيدون من الوضع الفاسد ويتدخلون عبر الهواتف في الصفقات والمشاريع والتعيينات في المناصب»، معترفا بأن هناك أزمة في الوضع الاجتماعي والاقتصادي رغم وجود اختلافات كبيرة حتى داخل الأغلبية، حول وجود أزمة مالية أم صعوبات اقتصادية ومالية. وقال بوانو إن البلد الذي فيه أزمة لا ينجز استثمارات بالملايير (آسفي 30 مليار سنتيم)، ولا ينظم «موازين» بالملايير، مؤكدا أنه لا تقدم دون انتقال ديمقراطي حقيقي ودون اجتثاث منابع التحكم ودون استقلالية القرارات السياسية. وفي تعليقه على تصريحات حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال المشارك في الأغلبية، قال بوانو إن شباط يمارس القصف الأرضي والجوي ويستعمل جميع الأسلحة منذ ثلاثة أشهر، لكن الرد عليه هو إلهاء للعمل الحكومي، وأن الرد يكون داخل الآليات السياسية مع شباط ومع غيره. وقال بوانو إن إيقاف التجربة الحكومية الحالية، سواء من تلقاء نفسها أو بعوامل خارجية، سيكون مكلفا للمغرب ومؤسساته. واضطر المعطلون الذين حضروا الندوة إلى الانسحاب من القاعة، احتجاجا على التوضيحات القانونية التي كان يسردها بوانو حول مآل محضر 20 يوليوز، وحول أسباب التزام الحكومة الحالية بتنفيذه، وهي التوضيحات التي اعتبرها المعطلون مغالطات للرأي العام. ودخل الشباب المعطلون أكثر من مرة في نقاشات حادة مع بوانو ومسير الندوة حول قضيتهم، كما سجلت مجموعة من التدخلات مطالبة الحكومة بعدم المضي في إجراءات قد تضر بالقدرة الشرائية للمواطنين، وكذا متابعة المتورطين في ملفات فساد مرتبطة بسوء تدبير المال العام. وطالب المتدخلون الحكومة الحالية بممارسة صلاحياتها الدستورية كاملة، واتهم بعض الشباب الأحزاب المشاركة في الحكومة الحالية بالركوب على موجة الحراك الشعبي الذي عرفه المغرب.