اكتساح كبير ونتائج فندت مناورات الخصوم ما إن وصلت الساعة إلى الثامنة والنصف ليلا، حتى بدأت النتائج الفرعية والمركزية تتهاطل على مكتب المداومة الذي يتمركز بمدينة الشماعية، نتائج أظهرت ما أكده الأمين العام لحزب التقدم والإشتراكية خلال زيارته للإقليم، حين اعتبر بأن كل المؤشرات تؤكد قدرة الحزب على استرجاع مقعده الذي سلب منه بقرار دستوري يحترم، لكن بمناورات ومؤامرات من قبل خصوم الحزب، كما أكدت صدق التجاوب الذي أظهرته ساكنة إقليماليوسفية ورجال «احمر» الشرفاء. فوز حول ليل الشماعية إلى أفراح ومسيرات، حيث توافدت على مقر سكنى الرفيق حفيظ الترابي وصهره البرلماني السابق للحزب الرفيق عبد المجيد العزوزي، وفودا تمثل الكثير من الجماعات القروية والحضرية المُشكلة للإقليم، سيارات وشاحنات حملت عشرات مئات المواطنين جاؤوا من جماعات «الجدور سيدي شيكر الخوالقة اليوسفية رأس العين خنوفة اجنان أبيه» دون إغفال المسيرات الصاخبة التي جابت مدينة الشماعية وانطلقت باتجاه بيت مرشح الحزب، تغنت بالكتاب رمز الحزب، وأثبتت عمق الروابط التي تجمع ساكنة إقليماليوسفية وحزب التقدم والإشتراكية. نتائج ومحاضر من مكاتب التصويت الفرعية والمركزية كانت تؤكد بأن الحزب اكتسح الإنتخابات في الكثير من مناطق الإقليم، لدرجة أن بعض المكاتب فاز فيها مرشح الحزب بفارق كبير، بل تعداه حين استطاع في الكثير من المكاتب التي نتوفر على نسخ من محاضرها، إلى أن حصل على أرقام كبيرة فيما منافسيه لم يحصلوا على أكثر من بضعة أصوات، وفي مكاتب أخرى تحصلوا على أصفار زلزلت مناوراتهم وإشاعاتهم، وجعلتهم يدركون بأن الحزب لم يمت بإقليماليوسفية، وأن سرقة مقعد نيابي كان مثل الطعنة التي دفعت بالحزب ورفاقه وآلاف المواطنين يتصدون لتلك المؤامرة بتغطية الإقليم ببرامج الحزب وبرامج مرشح الحزب، دون إغفال ما خلفته زيارة الأمين العام للحزب للمدينتين «الشماعية واليوسفية» وقبله زيارة الكثير من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب، والدعم الكبير الذي لمسناه من حليفنا في الحكومة، حزب العدالة والتنمية الذي ساهم مناضلوه الشرفاء في حسم النتيجة لحزبنا بكل تراب إقليماليوسفية. وإلى حدود كتابة هذه السطور، لا زال مقر سكنى مرشح الحزب يعرف توافدا لأعيان وأبناء الجماعات المشكلة للإقليم، مهنئين ومجددين الدعم للحزب، وهو ما فند الإشاعات التي كان يُطلقها خصوم الحزب من كون المنصب محسوما لمرشح تدعمه الإدارة، ومع الهتافات والأناشيد التي كان يرددها الشباب، كان هناك من يهمس بأن النتيجة التي تحصل عليها الحزب مستحقة رغم ما قام به البعض من محاولات لشراء الذمم، والتأثير على الناخبين، وتقديم وعود انتخابية، بدليل أن الحزب استطاع أن يحصل على أرقام كبيرة في مقر مدينة الشماعية التي يترأس مجلسها الجماعي مرشح ينتمي لأحزاب المعارضة، واستطاع الدخول وانتزاع مئات الأصوات في جماعات كان خصوم الحزب يؤكدون بأنهم سيكتسحونها بالكامل. عموما هو امتحان استطاع حزب التقدم والاشتراكية تدبيره بالكثير من المصداقية، بخطاب أقرب للعقل، بعيدا عن الوعود، قريبا من مشاكل الساكنة التي رأت في مرشحنا الشاب، فرصة لتدخل منطقة «احمر» عهدا جديدا من التمثيلية النيابية التي تنهل من توجيهات حزب يمثل قيم الحداثة والديمقراطية والتقدمية. *** قالوا رشيد روكبان: اكتساح الأغلبية دلالة على ثقة المواطنين في الإنجازات الحكومية عبر رشيد روكبان رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب أن نتائج هذه الانتخابات مناسبة لقياس مدى تجاوب المواطنين مع إنجازات الحكومة، مضيفا أن اكتساح الاغلبية دلالة على ثقة المواطنين في إنجازات الحكومية ، معبرا عن اعتزازه بالتنسيق الذي حصل بين بعض مكونات الأغلبية. وقال السيد روكبان في تصريح مماثل إنه على الرغم من أن بعض مكونات المعارضة نزلت بكل ثقلها خلال الانتخابات التي جرت امس، فإنها لم تتمكن من الحصول على أي مقعد مما «يؤكد أن الأغلبية عززت شعبيتها في اوساط الناخبين». * رئيس فريق التقدم الديمقراطي بمجلس النواب سليمان العمراني: هذه النتائج مؤشر قوي على الثقة في الخطاب الحكومي قال سليمان العمراني نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، إنه منذ 2011، ألغى المجلس الدستوري 11 مقعدا فازت منها الأغلبية ب9 مقاعد من ضمنها خمس مقاعد لحزب العدالة والتنمية، معتبرا أن هذه النتائج مؤشر قوي على الثقة في التجربة الحالية وفي الخطاب الحكومي. وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أنه على الرغم من حملات «التشويش الذي استهدفت الحكومة والتي استغلتها بعض الأطراف ومنها إشاعة الزيادة في أثمنة بعض المواد الأساسية، فإن النتائج تبين أن المواطنين ملتفون حول التجربة الحكومية» ،مبرزا أن الإشارة الثانية تتمثل في كون أحزاب الأغلبية نسقت مع بعضها البعض كما حصل بين التقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية. وقال العمراني إن التنسيق الذي حصل بين هذين الحزبين، لا تجب قراءته من زاوية انه يستهدف باقي أحزاب الأغلبية الأخرى، موضحا أن مساندة العدالة والتنمية للتقدم والاشتراكية تمت فقط في إطار التضامن مع هذا الحزب الذي كان مهددا بفقدان فريقه في حال عدم فوزه بأي مقعد ، وأنه لا يمكن تحميل هذه المساندة ما لا تستحمل. * نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية