في أول رد فعل قوي من داخل حزب العدالة والتنمية، شدد عبد العزيز أفتاتي، القيادي بحزب المصباح، على أن التشكيلة الجديدة لحكومة عبد الاله بن كيران عرفت نكوصا وتراجعا على عدد من المكتسبات السابقة، "وهو تضخم وتمدد غير مبرر، يبعث على القلق". وتحدث الرجل المحسوب على صقور الحزب بنبرة قوية، قائلا الله "يلعن بو الذل، وماشي حكومة هاذي" في إشارة إلى ما اسماه "عودة التحكم والهندسة القبلية للحكومة قصد إجهاض التجربة الديمقراطية التي دخل فيها المغرب". ودعا أفتاتي مناضلي الحزب وبرلمانييه إلى اليقظة، وصد كل تراجع عن السكة الديمقراطية، داعيا في الوقت نفسه الأمانة العامة للحزب لتقديم تحليل دقيق وعلمي للمرحلة، وطرح سؤال أين نحن من السكة، هل هناك انزياح ونكوص وتراجع"، وتحسر على ضياع فرصة إبراز النبوغ المغربي في وضع إقليمي مضطرب، حيث وجه الدعوة لمناضلي الحزب ونخبه لتحليل مشترك ومؤسس "نبرهن فيه أننا على درب الإصلاح والإجابة عن سؤال: أين نحن من استحقاقات المرحلة، وهل ما زلنا على سكة الإصلاح؟ وهل هناك انزياح عن المسار؟". وعن تعيين سمية بن خلدون في الحكومة الجديدة دون استشارة المجلس الوطني للحزب، علق أفتاتي قائلا: "سمية بن خلدون كفاءة وطنية، لكن المسطرة المتبعة وجب احترامها". وأضاف أفتاتي أن المغرب مع الحكومة الجديدة "تحول من ريع محلي وجهوي، بعد تعيين أبناء الأعيان كوزراء وإصباغ آخرين بألوان حزبية حتى صار عندنا جيش عرمرم من التقنوقراط". وتعليقا له على تعيين رجل من وزارة الداخلية على رأس هذه الوزارة بدلا من شخصية حزبية، أشار أفتاتي إلى أن الأمر يعتبر "نكوصا وتراجعا عن المنهجية". أفتاتي قال إن التشكيلة الحكومية جاءت لترضية الأحزاب والعائلات، مبينا أن المغرب أصبح في حكم العائلات لا الأحزاب السياسية، الأمر الذي سيضر بالنزاهة والاستقلالية، ومعتبرا أن بعض التكنوقراط كانت له علاقات سابقة بالبام، وأن بعض الوزارات لا معنى لها. ومن جهة أخرى عبر مسؤول لجنة النزاهة والشفافية بحزب المصباح عن خوفه من استثمار التراجع على المستوى الإقليمي وعلى المستوى المحلي من طرف خصوم الإصلاح، مضيفا أن الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية وأمينه العام يتحملون المسؤولية كاملة، لأنهم الوحيدون الذين دبروا هذا الأمر. وفي سؤال للرأي حول موقفه من إعفاء الدكتور سعد العثماني من وزارة الخارجية، أوضح أفتاتي أن العثماني كفاءة ومناضل وملتزم وسيخدم بلده من أي موقع كان، لكن ليس ركن من أركان الحكومة، وأن للحزب كفاءات عديدة تمثل توجهه ورؤيته للإصلاح.