أطلق عبد العزيز أفتاتي، البرلماني بحزب العدالة والتنمية، النار على كل من الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والأصالة والمعاصرة، عندما اتهم هذه الأحزاب بالتورط في «ملفات عدة». ووجه أفتاتي، الذي كان يتحدث أول أمس في مهرجان خطابي نظمته الكتابة الإقليمية للعدالة والتنمية بقلعة السراغنة، انتقادات لاذعة إلى حزب الاستقلال عندما طالبه، «إذا كان يمتلك الجرأة والشفافية»، بالكشف عن الشباب المنتمين لحزب «الميزان» الذين حصلوا على دبلومات مزورة من ليبيا، ليصبحوا «بين عشية وضحاها قياديين يجولون البلد رفقة أمينه العام». واعتبر أفتاتي أن دفاع حزب الاستقلال عن توظيف المعطلين دون اجتياز المباراة هو دفاع عن استفادة أبناء الطبقات الغنية على حساب أبناء الطبقات الفقيرة، التي تتوفر على مؤهلات علمية وكفاءة عالية في مختلف التخصصات، و«هو ما يجعلها تستفيد من الوظيفة في حالة خضوعها للمباراة». هجوم أفتاتي على حزب الاستقلال لم يقف عند هذا الحد، إذ تساءل عن سر تحول حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، «من مواطن بسيط إلى أحد أكبر أثرياء مدينة فاس». وهنا أشار أفتاتي إلى وجود شبهات حول شباط عندما قال إن العديد من الصفقات التي عرفتها العاصمة الروحية تشوبها الكثير من علامات الاستفهام. بعد ذلك انتقل أفتاتي إلى الهجوم على الاتحاد الاشتراكي، عندما قال إن قياديين اتحاديين بالجنوب المغربي «متهمون بتهريب السلع إلى موريتانيا»، ويستفيدون من اقتصاد الريع، وأن هناك أسماء من نفس العائلة تتاجر في «العشبة» بشمال المغرب، وصفها بنبرة ساخرة بأنها عبارة عن «نعناع لا يستعمل في تحضير الشاي». «مدفعية» أفتاتي وجهها إلى حزب «الوردة لإدريس لشكر، الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي سبق له أن نعت حزب العدالة والتنمية ب«الجوقة». وأكد أفتاتي أن «الجوقة هي الاتحاديون الذين عمروا في الحكومة أزيد من 15 سنة دون أن ينجزوا شيئا»، قبل أن يستطرد قائلا: «أما حزب العدالة والتنمية فهو ماض في إنجاز الانتقال الديمقراطي بالمغرب مهما كلفه ذلك». وردا على وصف لشكر لحزب «المصباح» بالحزب «الوحيد» المهيمن داخل الأغلبية، سأل أفتاتي المسؤول الاتحادي: هل أخذ حزبكم عمودية الرباط بفضل هيمنة حزب المصباح أم بزهد مناضلي حزب العدالة والتنمية؟» «مدفعية» أفتاتي وجهها أيضا صوب حزب الأصالة والمعاصرة، الذي وصفه بحزب «المرود والمخازنية»، على اعتبار أنهم «يمرمدون» مصلحة المواطن في الأرض، قبل أن يؤكد أنه يحترم «المرود»، بما أن والده فرد منهم. وأكد أفتاتي على ضرورة «اختفاء» حزب الأصالة والمعاصر من الساحة السياسية، على اعتبار أن «جل أعضاء هذا الحزب يبحثون عن مصالحهم الشخصية»، ولا «علاقة لهم بالشعب المغربي ومشاكله». من جهته، دافع عبد السلام بلاجي، القيادي في حزب العدالة والتنمية، عن البنوك الإسلامية وموقف حزبه منها، مشيرا إلى أن الحديث عن الأبناك الإسلامية هو حديث عن الزكاة، والتأمين التكافلي التعاوني الخالي من الربا، وصناديق الحج. وأوضح بلاجي أنه في سنة 1999 قدم حزب «المصباح» مشروع التشغيل الذاتي بالزكاة، لكن تم رفضه، وهو المشروع الذي «عرف نجاحا في الأردن وماليزيا وإندونيسيا»، مشيرا إلى أنه في عهد حكومة عبد الرحمن اليوسفي تقدم حزب «البيجيدي» بمشروع قانون «السلفات الصغرى»، وهي تمويلات بدون ربا. كما أن بلاجي قام بحمل نسخة إلى الديوان الملكي لتسليمها إلى الراحل الحسن الثاني من أجل إقناعه بالمشروع، «لكن المنية عجلت برحيله فاختاره الله تعالى إلى جواره»، يقول بلاجي.