سود حالة من الاحتقان والتوتر بمعهد الحسن الثاني للبيطرة بين إدارة المعهد والطلاب بسبب تماطل الإدارة ورفضها الجلوس للحوار مع الطلبة، وتهديدها للمحتجين بالطرد والفصل من المعهد، بعد أن اتصلت بأولياء أمورهم وقدمت بهم شكاوى اتهمتهم فيها بالاخلال بالسير العادي للدراسة. ويواصل الطلبة إضرابهم الإنذاري الثاني من نوعه يومي الثلاثاء والخميس 23 و 25 شتنبر بعد الإضراب الأول يومه الأربعاء 18 شتبر الجاري، مرفوقا باعتصامات ووقفات احتجاجات وحلقيات في معركة نضالية يقول الطلبة إنها ستأخذ منحى تصاعديا في حال تعنت إدارة المعهد في رفض النظر في مطالبهم. وقال مصدر طلابي في اتصال ب"الرأي"، "إن الطلبة يطالبون بتحسين مستوى التكوين بالمعهد خصوصا في شقه التطبيقي حيث يرون أن برنامج التداريب لا يتم تجديده ولا زال يعتمد على مراجع قديمة تعالج مواضيع لم يعد لها وجود"، بالإضافة إلى تحسين مجال التكوين اللغوي، نظرا لكون قسم اللغات بالمعهد فشل في توفير تكوين لغوي ذي مستوى عالي لاعتماده أساليب بيداغوجية متجاوزة، حسب تعبيره. ويشتكي الطلبة من غياب التأطير الكافي للمتدرب والإحاطة بالمشاكل التي يعيشها أثناء فترة التداريب، خصوصا الحافلات المخصصة لنقل الطلبة والتي يقول الطلبة إن حالتها جد مزرية بسبب تقادمها، وقال المصدر الطلابي للرأي، إن إدارة المعهد كانت قد وعدت الطلبة بإمضاء اتفاق مع إحدى شركات النقل التي ستتكلف بتوفير نقل آمن ابتداءا من هذه السنة، وهو الأمر الذي لم يتحقق. وأضاف نفس المصدر، أن الأعمال التطبيقية والتي تعتبر شرطا أساسيا لمسار دراسي متكامل ينسجم مع الملف المعتمد لدى الوزارة الوصية تنقصها الكثير من الشروط من بينها؛ عدم مزاولة العديد منها وغياب مختبرات كافية ومتطورة لتحقيق أهداف التكوين وضعف الميزانية المخصصة لإعداد و تجديد واقتناء معدات المختبرات، وغياب فضاءات لممارسة أعمال تطبيقية ذات جودة عالية (ضيعات فلاحية، عيادات بيطرية). وفي نفس السياق، كشف مصدر من مكتب الطلبة بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أن إعداد القانون الداخلي للمعهد صيغ بطريقة انفرداية من الإدارة دون إشراك الطلبة، فضلا عن تغييب تمثيلية لهم داخل مجلس المؤسسة، وهو الأمر الذي تسبب في "خروقات" و"اختلالات" بمجموعة من الإجراءات الإدارية، أبرزها مجلس المداولات الذي يقرر في نتائج الطلاب ومصيرهم. وأورد نفس المصدر، بأن الطلبة يتحفظون على عدم تطبيق الفصل 75 من القانون الداخلي، والذي يجبر الطالب الراسب للوحدات (modules)التي لم يتمكن من الحصول فيها على المعدل على إعادة كل الوحدات، أيضا وعدم منح شهادة مكافئة(équivalence) لعدد السنوات التي درس فيها بالمعهد في حالة طرده لتخول له إتمام دراسته في مؤسسة أخرى فضلا عن تأخر الإعلان عن نقط الامتحانات الاستدراكية. وأكد عدد من الطلبة المعتصمين للرأي، بأنهم سيواصلون أشكالهم النضالية حتى تحقيق مطالبهم رغم ما تعرضوا له من تهديد ووعيد من طرف الإدارة، مشيرا إلى أنهم أصدروا عدد من البيانات التوضيحية والبلاغات الإخبارية بشأن شكلهم الاحتجاجي، غير أن الادارة اختارت أسلوب التهديد والترهيب، يقول الطلبة. وكان الطلبة قد نظموا وقفات احتجاجية أمام الإدارة رددوا فيها شعارات استنكراية في وجه مدير المعهد، من بينها "المدير العبقري شحال مطور و قاري .. كيعالج الأزمات بالوعود والتهديدات... وكيقمع الطلبة بالألفاظ النابية" و" الإدارات مشات و جات ... والحالة هي هي عيتونا بالشعارات والطلبة الضحية"، كما حمل الطلبة الشارات الحمراء استنكارا لتماطل الادارة في الاستجابة لمطالبهم.