يبدو أن فرنسا لا تهتم بحرية التعبير إلا حينما يتعلق الأمر بالسخرية بالإسلام أو رسول محمد صلى الله عليه وسلم. ففي الوقت الذي لم يحرك فيه القضاء الفرنسي لوقف تطاول الصحيفة الساخرة "شارلي إيبدو" على الإسلام ورسوله، ها هو يتحرك بكل صرامة ضد رسام كاريكاتير في الصحيفة ذاتها بتهمة "معاداة السامية". ومن المرتقب أن تنطلق غدا، الثلاثاء 13 يناير، محاكمة رسام الكاريكاتير موريس سيني، البالغ من العمر 80 سنة، بسبب رسم كاريكاتوري ابن الرئيس الفرنسي السابق، نيكولاي ساركوزي، الذي اعتنق الديانة اليهودية. وكانت "شارلي إيبدو" قد نشرت في يوليوز الماضي مقالا مرفوقا بالكاريكاتير أشار إلى أن نجل ساركوزي "إنما اعتق الديانة اليهودية من أجل مصلحته الشخصية والحصول على المال". ويواجه موريس سينى تهماً خطيرة تتعلق ب"التحريض على الكراهية ومعاداة السامية"، كما جر عليه المقال حملة غير مسبوقة ضده إلى درجة طرده من الصحيفة. وهي التهم التي لم يجرأ القضاء الفرنسي على متابعة الرسامين الذين أساؤوا للإسلام ورسوله والمسلمين جميعا من أجلها، مما ظهر معه أن فرنسا وتكيل بمكيالين.