من المؤكد ان العديد من نساء ورجال التعليم مرتاحون للإجرءات الجديدة في محاربة ظاهرة الغش ، كما أن ظروف المراقبة في امتحانات الباكالوريا لهذه السنة كانت أحسن بكثير من سابقاتها بفضل التدابير الحكومية التي اتخذت من اجل الحد من ظاهرة الغش، وحتى الاعتداءات على المراقبين قد قلت بنسبة كبيرة .. ولكن مع ذلك نسمع بين الفينة والاخرى عن تلاميذ استعملوا الهاتف الخلوي في الغش وأشياء اخرى ، "بفضل" بعض المراقبين الذين لا يقومون بواجبهم، والمتسببين في زرع الفتنة وسط التلاميذ الذين يطالبون بتكافؤ الفرص حتى في "النقلة" ، الشيء الذي يؤدي إلى ممارسة العنف على المراقبين النزهاء. الوزير الوفا قام بمجهودات كبيرة في إصلاح التعليم، ورجل مغامر وجريء رغم انه شخص مستفز في كلامه او كما يقال "خضر في كلامو" ، بدليل ان ما قام به بإحدى الثانويات بمدينة سطات من تفتيش مستفز للتلاميذ عن طريق جهاز كاشف للهواتف الخلوية ،الشيء الذي أثار العديد منهم وشعروا وكانهم على ابواب إحدى المطارات المغربية...فردوا على الوزير بالصفير والصياح عند خروجه من باب المؤسسة المذكورة ، رغم أن الذين قاموا بهذه السلوكات غير اللائقة في حق الوزير هم من التلاميذ المنطفئة أضواؤهم طيلة السنة عن التدريس ، وليست لهم من فرصة في النجاح إلا عن طريق الغش ونسخ "الحروزة".. لقد احدثت الحكومة الحالية نوع من الخلخلة المحمودة داخل المنظومة التعليمة، وهي في حاجة إلى تصويب سهام إصلاحاتها بشكل دقيق إلى مكامن العلل والأمراض التي تنخر في عضد الجسد التعليمي، على رأسها إعادة النظر في البرامج والمناهج التعليمية ، وبإشراك العنصر الأساسي في العملية التعليمية التعلمية الذي هو المدرس بعيدا عن المخططات الفوقية التي استنزفت ملايير الدراهم بدون طائل ولا جدوى... كثر الحديث عن ظاهرة الغش في الامتحانات وقل الكلام عن أسباب هذه الظاهرة التي تفاقمت بشكل فظيع ، فالعديد من المدرسين يشتكون من ضعف المستوى الدراسي للتلاميذ ، ومن اللامبالاة المطلقة ، ومن شرود دهني للتلاميذ داخل الفصل الدراسي ...هؤلاء "المساكين" الذين هم ضحايا التطور التكنلوجي وضحايا تحجر البرامج التعليمية التي لم تواكب هموم التلاميذ أو ما يسمى ب"الجيل الرقمي" ، الذي امتلأ دماغه بالتفاهات ولم تجد الدراسة مكانا تاوي إليه لكي تنير طريقه نحو مستقبل زاهر. نقول في الأخير لقد حان الوقت للانكباب على معالجة ظاهرة الغش ، وحان الوقت لإصلاح حقيقي للمنظومة التعليمية في إطار مقاربة تشاركية ، لاتقصي الفاعلين الحقيقيين في الحقل التعليمي، وبإشراك خبراء اجتماعيين ونفسيين،،، من اجل إجراء تشخيص علمي لهذا الجيل ، وإنتاج حلول ناجعة تعالج جميع الظواهر التي تفت في المنظومة التربوية، بعيدين عن الحلول الترقيعية التي أصبحت من وصفات الدول المتخلفة. فإذا لم نفهم عقليات تلامذتنا وطرق تفكيرهم واهتماماتهم ، ولم نع جيد حاجياتهم...فسيكون الإصلاح عبثيا وتكريسا لواقع مأزوم. عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.