بدأت مظاهر "تطبيع" دولة قطر مع نظام الرئيس الجديد لمصر، عبد الفتاح السيسي، الذي وصل إلى السلطة، عقب انقلاب الثالث من يوليوز 2013، والذي عزل محمد مرسي من كرسي الرجل الأول في "أم لدنيا". وتجلت أولى مظاهر هذ "التطبيع" في إعلان شبكة "الجزيرة" القطرية أمس، الأحد 21 دجنبر، عن وقف بثها لقناة "الجزيرة مباشر مصر" اعتبارا من يوم فقط بعد اليوم الذي التقى فيه موفد أمير قطر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي. وقال "الجزيرة"، في بيان لها بالمناسبة، إنه "انطلاقا من نجاح التجربتين الرائدتين، الجزيرة مباشر والجزيرة مباشر مصر، ارتأت شبكة الجزيرة الإعلامية إطلاق تجربة تليفزيونية جديدة مستمدة من روحي المشروعين السابقين، ومستفيدة من طاقاتهما، في مشروع واحد هو الجزيرة مباشر العامة". وأعلنت قناة "الجزيرة" مباشر مصر أمس عن إيقاف بثها بصورة مؤقتة لحين توفيق أوضاعها داخل مصر وإعادة البث من القاهرة. ومما جاء في البيان أيضا: "كان هذا آخر موجز في قناة الجزيرة مباشر مصر التي كانت تبث من الدوحة، نشكركم على حسن المتابعة في أمان الله ورعايته"، وتابعت: "وقف البث مؤقتاً من الدوحة لحين توافر الظروف المناسبة، لعودة البث من القاهرة خلال الفترة المقبلة". واستقبل بيان "الجزيرة" كثير استغراب خصوصا أنه تصادف مع زيارة مبعوث الأمير القطري لمصر ولقاءه مع السيسي بحضور موفد لملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز، معتبرين أن البيان "سكت عن الأسباب الحقيقية" لوقف بث "الجزيرة مباشر مصر"، والتي اعتبروها "استجابة لضغوط دول مجلس التعاون الخليجي". وذهب مهتمون أبعد من ذلك حين اعتبروا أن وقف بث قناة "الجزيرة مباشر مصر"، هو بداية لتغير الخط التحريري لشبكة الجزية كلها في تناولها للموضع المصري، وقال أحد المعلقين على الحدث "ننتظر أن يسقط لفظ الانقلاب من الكلمات المستعملة من طرف القناة في الأخبار المتعلقة بمصر". وكان الديوان الملكي السعودي قد أعلن السبت الماضي أن كلا من مصر وقطر "استجابتا لمبادرة المصالحة التي أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز التي دعا فيها البلدين إلى فتح صفحة جديدة ليكون كل منهما عونا للآخر في سبيل التكامل".