أعربت مصر والدول الأعضاء في مجلس التعاون الخليجي، وكذا جامعة الدول العربية، عن تطلعها إلى مرحلة جديدة في العلاقات المصرية الخليجية من جهة، والعلاقات العربية العربية من جهة أخرى، بعد الإعلان عن تقارب مصري قطري بمبادرة من العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز . فقد لقيت مبادرة خادم الحرمين الشريفين بالدعوة إلى فتح صفحة جديدة في العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر وإزالة ما يثير النزاع والشقاق بينهما، استجابة من كل من القاهرةوالدوحة، وترحيبا واسعا من دول الخليج العربية، وكذا من العالم العربي ممثلا في جامعة الدول العربية . وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد استقبل مساء أول أمس السبت بالقاهرة، موفدا للشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، بحضور مبعوث لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود. وثمنت القاهرة عقب هذا اللقاء الجهود التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين لدعم التوافق بينها وبين قطر. وأفاد بيان أصدره مكتب الرئيس المصري، إثر لقائه بالشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، الموفد الخاص لأمير قطر ، أن "مصر تتطلع إلى حقبة جديدة تطوي خلافات الماضي". وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية المصرية، علاء يوسف، في تصريحات لصحيفة (عكاظ) السعودية، نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أمس الأحد، إن بلاده تأمل في أن تشهد الأيام المقبلة خطوات إيجابية لتفعيل مبادرة خادم الحرمين الشريفين لدعم التوافق بينها وبين قطر" بحيث تظهر نتائجها من خلال واقع ملموس على الأرض من التعاون والتكاثف العربي". ومن جهتها، أكدت الدوحة في بيان للديوان الأميري القطري صدر بهذا الخصوص، حرصها على "دور قيادي" لمصر في العالمين العربي والإسلامي، وعلى علاقات وثيقة معها والعمل على تنميتها وتطويرها، معربة عن ترحيبها واستجابتها لمبادرة خادم الحرمين الشريفين بتوطيد علاقاتها مع مصر. كما رحبت مملكة البحرين، أمس الأحد، ب"الخطوات الإيجابية والمباركة على مسار علاقات التعاون" بين دولة قطر ومصر، قائلة إنها "تثمن عاليا حرص قيادتي البلدين الشقيقين على تعزيز وتمتين هذه العلاقات لما فيه الخير لكافة دول المنطقة". وأعربت في بيان أوردته وكالة أنباء البحرين (بنا) عن تقديرها لدور العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز "في قيادة العمل العربي المشترك وتقوية التضامن العربي (…)"، مشددة على الأهمية التي توليها دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز علاقاتها مع مصر، وحرصها على استمرار تقديم العون والدعم لها، تأكيدا منها على "أهمية استمرار مصر في دورها القيادي في نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية". كما رحبت دولة الإمارات العربية المتحدة بنجاح مبادرة خادم الحرمين الشريفين ، وجهوده لإقرار المصالحة القطرية المصرية. وأكد الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإماراتية أمس ، أنه سيكون لمبادرة خادم الحرمين الشريفين "تأثير إيجابي كبير في تعزيز التضامن بين الدول العربية جميعها"، وستشكل بداية لمرحلة جديدة من العمل العربي المشترك لترسيخ أواصر الأخوة والتعاون بينها بما يمكنها من الوقوف في وجه التحديات التي تواجهها.وكانت المملكة العربية السعودية قد أكدت أول أمس السبت دعمها وحرصها على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين جمهورية مصر العربية ودولة قطر.وشدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ، في بيان أصدره الديوان الملكي السعودي، عقب لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بموفد أمير قطر بحضور مبعوث لخادم الحرمين الشريفين، على ضرورة تعميق أواصر الأخوة بين الدولتين الشقيقتين وتعزيز العلاقات بينهما وتوطيد القواسم المشتركة التي توحد بينهما لمواجهة التحديات التي تمر بها المنطقة.وأضاف البيان أن خطوة العاهل السعودي تأتي حرصا منه على اجتماع الكلمة وإزالة ما يشوب العلاقات بين مصر وقطر في مختلف المجالات وعلى جميع المستويات، وبخاصة "ما تبثه وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة المرتبطة بالدولتين الشقيقتين". وأكد البيان أن كلا من مصر وقطر استجابتا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين، للقناعة التامة بما انطوت عليه من مضامين تصب في مصلحة البلدين لتوطيد العلاقات بينهما، وتوحيد الكلمة، وإزالة ما يدعو إلى إثارة النزاع والشقاق بينهما. وتجسيدا للموقف العربي من التقارب المصري القطري ومن مبادرة خادم الحرمين الشريفين، أكدت جامعة الدول العربية أن المبادرة تتسق مع ميثاق الجامعة العربية الذي يدعو في مادته الثانية إلى توثيق الصلات بين الدول العربية وتحقيق التعاون بينها. وثمن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، في بيان له أمس ، جهود الملك عبد الله بن عبد العزيز لتحقيق المصالحة بين مصر وقطر وفتح صفحة جديدة بين البلدين، معربا عن أمله في إتمام المبادرة وعودة العلاقات الطيبة بين البلدين الشقيقين ودعم التعاون بينهما في جميع المجالات. ويأتي الإعلان عن هذا التقارب المصري القطري عقب دعوة أطلقها العاهل السعودي في نونبر الماضي ، توجت بإعلان القمة السنوية لمجلس التعاون الخليجي التي انعقدت بالدوحة في وقت سابق من الشهر الجاري، عن موقف خليجي موحد داعم لمصر برئاسة عبد الفتاح السيسي . وكالة المغرب العربي للانباء