أعلنت القناة القطرية "الجزيرة مباشر مصر"، مساء اليوم الاثنين، وقف البث "مؤقتا" من الدوحة لحين توافر الظروف المناسبة، لعودة البث من القاهرة خلال الفترة المقبلة. وقالت شبكة الجزيرة القطرية، في بيان مفاجئ لها قرأته مذيعة بالقناة في تمام الساعة الخامسة بتوقيت القاهرة (15:00 تغ)، إنها "قدمت آخر مواجزيها، اليوم، وستغلق مكتب القناة بالدوحة، لحين توافر الظروف المناسبة والحصول على التراخيص اللازمة" لعودة البث من القاهرة. وجاءت الخطوة المفاجئة بعد أيام قليلة من لقاء جمع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بمبعوث لأمير قطر هو الأول من نوعه منذ تولي الأول الحكم في يونيو الماضي، وكثيرا ما اشترط مسؤولون مصريون للتقارب بين القاهرةوالدوحة "إغلاق" قناة "الجزيرة مباشر مصر" - أو على الأقل تغيير سياستها - التي يصفونها ب"العدائية لمصر"، ويرجح أن تنال تلك الخطوة ترحيبا لدى السلطات المصرية. وقال بيان القناة إنه "انطلاقاً من نجاح التجربتين الرائدتين (الجزيرة مباشر) و(الجزيرة مباشر مصر)، ارتأت شبكة الجزيرة الإعلامية إطلاق تجربة تليفزيونية جديدة مستمدة من روحي المشروعين السابقين، ومستفيدة من طاقاتهما، في مشروع واحد هو الجزيرة مباشر العامة". وكتب زين العابدين توفيق، المذيع بالقناة، تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، عقب بيان الشبكة مباشرة،: "إغلاقها أفضل من أن تخدع جمهورها وتغير سياستها". مصدر داخل القناة، قال للأناضول، إن "تذمرا ساد بين العاملين في القناة، في ظل السياسة الجديدة التي انتهجتها القناة في التعاطي مع الأحداث في مصر، وتخفيف حدة انتقاداتها لمصر"، خلال اليومين الماضيين حيث شهدت لهجة قناة "الجزيرة مباشر مصر"، منذ يوم أمس، تغييرا تجاه النظام المصري، بحسب مصادر بالقناة ورصد لمراسل الأناضول. وبحسب المصدر، فإنه على الرغم من أن إعداد نشرة الأخبار الصباحية، تضمنت اسم "الرئيس السيسي" في متن أخبارها، إلا أن المذيع محمد ماهر عقل، رفض ذكر لفظ (الرئيس)، وذكره باسمه دون توصيف". ورفض بعض العاملين، بحسب المصدر نفسه، "التعاطي مع السياسة التحريرية الجديدة، في ظل عدم استخدام توصيفات مثل (انقلاب) و(قائد الانقلاب) على السيسي، واستبدال وصف مرسي ب(المعزول) بدلا من الرئيس الشرعي". وشهدت الفترة الماضية، اتهامات لقناة "الجزيرة"، بأنها تهاجم السلطات المصرية وتدخل في شؤون الداخلية للبلاد، وهو ما كانت تنفيه القناة التي تؤكد على أن تغطياتها "مهنية وتعرض وجهتي النظر". في الوقت الذي قال المذيع عبد العزيز مجاهد، اليوم، ردا على مداخلة لأحد المتصلين في الفقرة المفتوحة، طالبه فيها بأن تلتزم الجزيرة الحياد،: "هل الجزيرة مباشر مصر هي من تصنع الواقع في مصر؟، وهل إغلاق القناة سيغير الواقع؟، سيظل القاتل قاتلا، وستظل الدماء علي يده، وسيقف أمام قصاص عادل في هذه الدنيا أو في الآخرة". وكان مصدر في جماعة الإخوان المسلمين، متواجد في قطر، رجح في وقت سابق اليوم، للأناضول، مفضلا عدم ذكر اسمه، أن "يكون تأثير المصالحة في التعاطي الإعلامي لقناة الجزيرة القطرية، مع الأوضاع في مصر، دون غيرها". كما قال مصدر بالجزيرة للأناضول أمس، إنه لم يستبعد إعادة فتح مكتب القناة بالقاهرة مرة أخرى "مقابل خفض سقف الهجوم على السلطات". يذكر أن العلاقات بين مصر وقطر تدهورت بعد الإطاحة بمرسي في يوليوز من العام الماضي، حيث استقبلت الدوحة عددا من قيادات جماعة الإخوان، التي ينتمي لها مرسي، وشخصيات سياسية داعمة لهم. وظهرت بوادر إزالة التوتر بين الجانبين عندما أصدر الديوان الملكي السعودي بيانا في 19 نوفمبر الماضي، قال فيه إن قادة السعودية والإمارات وقطر والبحرين والكويت، أكدوا في اتفاق الرياض التكميلي، وقوفهم جميعا إلى جانب مصر، وتطلعهم إلى بدء مرحلة جديدة من الإجماع والتوافق بين الأشقاء، والتي وصفت حينها بمبادرة العاهل السعودي. فيما شهدت العلاقات المصرية القطرية، مساء السبت الماضي، التطور الأبرز منذ توترها، باستقبال السيسي، بالقاهرة، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، المبعوث الخاص لأمير قطر، ورئيس الديوان الملكي السعودي خالد بن عبد العزيز التويجري، المبعوث الخاص للعاهل السعودي. واعتبرت السعودية أن مصر وقطر استجابتا لمبادرة خادم الحرمين الشريفين ل"الإصلاح" بينهما، بحسب بيان للديوان الملكي، وفيما قالت القاهرة إنها تتطلع لحقبة جديدة وطي خلافات الماضي، رحبت الدوحة بما أعلنته السعودية، مؤكدة وقوفها التام إلى جانب مصر.