أقر عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بأنه لن يستطيع أن يكون مثل رفيق دربه ووزير الدولة في حكومته الراحل عبد الله بها، كاشفا بعضا من سلوكاته، التي وصفت ب"الاستثنائية"، في الحياة الشخصية للفقيد الشخصية وكوزير. وأثار بن كيران، في لقاء مع أعضاء المجلس الوطني لحزبه، أمس الأحد، ثلاث نقاط في حديثه عن الفقيد عبد الله بها. وقال في النقطة الأولى "المتعلقة بعلاقته بالله"، إنه عاشر الفقيد حوالي 38 سنة وأنه "كان يتخذ إيمانه بالله تعالى أساسا في حياته بجدية مطلقة"، وأضاف بنكيران أنه كان يبوح بكل أسراره لبها، والأخير لا يبوح بكل شيء، وانه "لم يكن يتكلف في عبادته لله". وفي النقطة الثانية، التي سماها بنكيران ب"العلاقة مع الدنيا"، قال إن عبد الله بها "لم يكن زاهدا في الحياة وكان يسره إن كان هناك شيء طيب أن يأكل منه وكان يفرح بالأشياء الصغيرة ككل الناس"، مستدركا: "إن عبد الله بها لم يكن معنيا بما عند الآخرين"، وعن تسامح الراحل قال بن كيران إنه "لا حدود له". وكشف بنكيران حديثا لعبد الله بها مع زوجته حول مستقل الأولاد، فرد عليها الفقيد بالقول: "أنا مسؤول عن المرحلة التي أنا فيها وأما المستقبل فيدبره الله"، يقول بنكيران. أما النقطة الثالثة، المتعلقة بالمسؤوليات التي تحملها، فذكر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن الراحل عبد الله بها كان يمتاز بجدية كبيرة ولا يتغيب عن أي اجتماع أبدا إلا إذا كان في مهمة خارج الوطن"، و"كان يتعامل على المسؤولين على أنهم مسؤولين ولو كانوا من تلاميذه من قبل". وأقر بنكيران إلى كثيرا من القرارات كانت تنضج في ذهنه لكنه لا يمر إلى تنفيذه إلا بعد استشارة عبد الله بها، مضيفا أنه إذا وافق رأي بنكيران رأي الراحل يمر إلى تنفيذه وإن لم يتوافقا يناقشان الأمر، لكن غالبا ما يعمل بنكيران برأي الفقيد. وكشف رئيس الحكومة وجه غامضا من أوجه علاقته بالراحل وقال: إن الكل كانوا يتصورون أن عبد الله بها كان لا يخالفه مثل ما يخالفه الآخرون، مؤكدا أن العكس هو الصحيح وأنه كان من أش المخالفين له في العديد من الأمور غير أنه لم يكن يجامله مطلقا. وعن تعامله مع الإشاعات الإعلامية، اعترف بنكيران بأنها تصيبه بالارتبكا، في حين كان بها يقول له دائما: "إذا فيها شي حاجة دلمعقول نردو عليها"، وأضاف بنكيران أن رفيق دربه لم يكن يهتم بالإشاعات التي يتناولها الإعلام. وكان وزير الدولة الراحل يرفض الاستعانة بالسائق يومي السبت والأحد رغم أنه وزير ومسموح له بذلك، يقول بن كيران الذي بدا متأثرا وهو يتحدث عن الراحل عبد الله بها.