تُوفي مساء اليوم، الأحد 07 دجنبر، عبد الله بها، القيادي في حزب العدالة والتنمية، ووزير الدولة في حكومة عبد الإله بنكيران، الذي يصفه مجايلون بأنه "من طينة خاصة". وولد الراحل سنة 1954، في أسرة سوسية بجماعة إفران الأطلس الصغير، التابعة لإقليم كلميم وبها درس المرحلة الابتدائية قبل أن يرحل إلى مدينة أكادير لمتابعة الدراسة الثانوية سلك العلوم الرياضية. وبعد حصوله على شهادة الباكلوريا سنة 1975، انتقل غلى العاصمة الرباط، حيث التحق بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وتخرج منه بدبلوم مهندس تطبيق في التكنولوجيا الغذائية بعد أربع سنوات من الدراسة العليا. ومباشرة بعد تخرجه، شغل الفقيد منصب مهندس باحث بالمعهد ذاته، و كاتبا عاما لصندوق الأعمال الاجتماعية للبحث الزراعي، كما كان عضوا في مكتب جمعية مهندسي البحث الزراعي منذ سنة 1987. عبد الله بها اشتغل أيضا أستاذا بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة منذ تخرجه إلى حدود سنة 2002، وتخرج على يده مهندسون ف مجاله وأطر مجموعة من البحوث في هذا الصدد. على المستوى السياسي، التحق عبد الله بها باكرا بحزب العدالة والتنمية، عندما كان اسمه الحركة الدستورية الديمقراطية سنة 1996، حيث كان عضوا بالأمانة العامة. وتقلد منصب "الرجل الثاني" في البيجيدي منذ سنة 2004 وإلى أن فارق الحياة اليوم، الأحد 07 دجنبر. وترأس فريق الحزب بمجلس النواب في الفترة ما بين 2003 و2006، ورئيسا للجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان بمجلس النواب بين 2002 و2003. كما انتخب وزير الدولة قيد حياته، سنة 2007، نائبا لرئيس مجلس النواب، عبد الواحد الراضي، بعدما دخل إلى قبة البرلمان ممثلا لدائرة الرباط شالة منذ 2002 إلى سنة 2011، التي عين فيها وزيرا للدولة في الطبعتين الأولى والثانية في حكومة عبد الإله بن كيران. وبها ليس سياسيا فقط، بل واحد من أبرز الوجوه الدعوية، عبر حركة التوحيد والإصلاح، الذي التحق بها منذ شبابه، ويعد واحدا من قيادييها البارزين، حيث كان إلى أن وافته المنية اليوم، الأحد 07 دجنبر، عضوا بالمكتب التنفيذي للحركة الإسلامية المغربية. وكان الراحل، المتزوج ووالد 4 أبناء، قد ترأس في فترة من حياته الدعوية رئاسة تحرير في جريدتي "الإصلاح" و"الراية"، كما شغل منصب نائب مدير نشر لجريدة "التجديد"، لسان حركة التوحيد والإصلاح. وخلف مؤلفات في المجال الدعوي أبرزها كتاب"سبيل الإصلاح". ويعتبر الفقيد "ظلا" لصيقا لرفيق دربه في الحزب وأيضا في الحكومة، عبد الإله بن كيران، حيث يصفه المتتبعون ب"نصف" بن كيران، وهو ما أكده رئيس الحكومة في أكثر من مناسبة، حين قال إنه يصعب عليه جدا أن يتخلى عن عبد الله باها، وأنه بمثابة "فرامل" (الفران) الذي يتدخل وقت الحاجة في ما يشبه "ضبط" صديقه بنكيران. وعُرف الراحل وسط قياديي متعاطفي حزب العدالة والتنمية ب"الرجل الحكيم" والطويل الصمت الذي يتدخل في أوقات لضرورة ل"إرجاع المياه إلى مجاريه". يقول أحد القياديين البارزين في حزب "المصباح": "عندما يتحدث عبد الله بها، الكل يُنصت"، مضيفا "إن لديه هيبة ووقارا، وتقديرا كبيرا لدى قياديي ومتعاطفي الحزب". لقد رحل عبد الله بها اليوم، الأحد 07 دجنبر، بعدما اجتازت الحكومة منتصف الولاية بقليل، تاركا بذلك رفيق دربه، عبد الإله بن كيران، في نصف الطريق، وهو الذي كان يؤكد دائما أنه يصعب عليه فراقه.