تحدى لحسن الداودي، وزير التعليم العالي والبحث والعلمي وتكوين الأطر، منتقدي أداء وعمل حكومة عبد الإله بنكيران، داعيا إياهم إلى مقارنة حصيلة سنتين من عمل الحكومة الحالية وخمسين سنة التي سبقتها، خصوصا في ملف التعليم. وقال الداودي، الذي كان يتحدث أمام طلبة منظمة التجديد الطلابي خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمرها الخامس، "من أراد الحديث عن حصيلة الحكومة في التعليم ها الحساب"، وأضاف "أتحدى أن يأتي أي وزير سابق ونقارن إنجازاته بإنجازات الوزارة الحالية". وأفاد الداودي أن وزارته اقتصدت أموالا ضخمة من ميزانيات التسيير كان مصيرها النهب في السابق، ضاربا المثال بالطعام المقدم للطلبة في الأحياء الجامعية، حيث تم اقتصاد 50 مليون درهم، "ليس على حساب الطلبة ولكن من تطهير الصفقات"، واسترسل "لقد ضبطنا في بعض الأحيان أن السمك الذي يقدم مرة في الأسبوع يشترى بسعر 75 درهم للكيلوغرام الواحد". ومن بين إنجازات الوزارة، حسب الداودي، توظيف عدد مهم من الأساتذة الجامعيين في مختلف الجامعات، ضاربا المثال بجامعة ابن زهر بأكادير التي عرفت ارتفاع عدد الأساتذة من 600 إلى 800 أي بنسبة 33 في المائة في ظرف سنة واحدة، كما أكد أن الوزارة تعتزم بناء مدرجات جديدة في جميع الكليات التي تعرف اكتظاظا كبيرا. ودعا لحسن الداودي الذي اشتغل سابقا أستاذا جامعيا في شعبة الاقتصاد بعدة جامعات، أعضاء منظمة التجديد الطلابي لمواصلة نضالهم الذي أطلقوه منذ أزيد من عشر سنين، مؤكدا لهم أن هناك أطرافا في البلد تخشاهم وتخشى نضالهم المؤطر بالمبادئ ضد الفساد والنهب، وقال في وصف من يعتبرهم أعداء الإصلاح: "ما بغاوكومش تكونوا محرمين عليهم العيشة.. وخاصكم تزيدوا تحروا فيهم العيشة، وهذا لا يتأتى إلا بالعلم والنضال". من جهة أخرى، انتقد الداودي بشدة إنجازات الحكومات المتعاقبة على المغرب خلال السنوات الفارطة، وقال غاضبا "عيب أن يأتي الطالب للجامعة ولا يجد مقعدا له، وعيب أن لا تتغير المنحة منذ سنوات، وأنتم تعلمون أن هاته السنة ستتم زيادة 100 ألف منحة". وأضاف أن الوزارة اعتمدت خلال بداية الموسم الجامعي الحالي معايير دقيقة وصارمة في عملية توزيع الأسرة بالأحياء الجامعية، ليستفيد منها من هو أحق بها من غيره، وكذلك في المنح، مؤكدا أن ملفات كثيرة معروضة على المحكمة عرفت تجاوزات في العملية خلال السنة الماضية، تم التعرف عليها عن طريق شكايات المواطنين بعد نشر اللوائح على موقع الوزارة في الأنترنيت. ولم يفوت الوزير، المنتمي لحزب العدالة والتنمية، فرصة حديثه أمام طلبة المنظمة الوافدين من مختلف المدن الجامعية وطلبة جامعة محمد الخامس أكدال، للتطرق للأزمة الحكومة الحالية، رافعا التحدي أمام خصوم البيجيدي لنزع الثقة من الحكومة عبر البرلمان، والتوجه نحو انتخابات سابقة لأوانها، مؤكدا أنهم يخشون أن يكتسح الحزب الإسلامي فيها من جديد وبقوة أكبر من المرة السابقة.