قال خالد شيات أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، أن الانتخابات الرئاسية التونسية تؤكد أن المسار الذي اتخذته تونس يسير في الاتجاه الصحيح، بعد نجاح التوافق حول الدستور، وتنظيم انتخابات تشريعية نزيهية. وأضاف أستاذ العلاقات الدولية في تصريح خص به الرأي تعليقا على نتائج انتخابات الدور الأول الرئاسية أن النتائج لم تكن مفاجأة، موضحا أن المغرب سيدعم هاته التجربة، بخلاف النظام العسكري التقليدي في الجزائر الذي سيتوجس منها، مؤكدا أن الملك محمد السادس سبق أن عبر عن دعمه لتونس من خلال زيارته لها . وتابع شيات أن الديمقراطية التونسية ستعادي دول المنطقة لا محالة، فالمغرب يسير في اتجاه الدمقرطة أيضا، مما يعني إمكانية التأثير على باقي الدول الأخرى، إلا أن النظام الجزائري التقليدي، سيتعامل بنوع من الحذر والتوجس مع هاته التجربة التي فشلت لحد الآن محاولات إجهاضها. ورأى شيات أن الصراع حول الوصول لقصر قرطاج سيكون محتدما بين الباجي قائد السبسي ومنصف المرزوقي، خصوصا إذا ما أعلنت حركة النهضة دعمها الصريح للمنصف المرزوقي، هذا، إذا لم تبرم صفقة مع الباجي قائد السبسي وتكون شريكا رئيسيا في الحكومة المقبلة . وأكد أستاذ العلاقات الدولية أن النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية بتونس يصعب التكهن بها، خصوصا، أن الأصوات التي حصل عليها منصف المرزوقي تفوق بكثير ما حصل عليه حزبه في الانتخابات التشريعية. وأوضح خالد شيات أن حركة النهضة تركت المجال فارغا، لإعادة ترتيب أوراقها، بعدما لم تحرز على المرتبة الأولى في الانتخابات التشريعية، إذ أن حساباتها لم تكن دقيقة، فهي كانت تريد السيطرة على المجلس التشريعي، في مقابل دعم مرشح رئاسي من خارج قواعدها، لضمان نوع من التوازن السياسي، إلا أن بروز نداء تونس أعاد خلط الأوراق . وتوقع شيات أن تنجح المرحلة الانتقالية في تونس،بالرغم من وجود بعض العراقيل، خصوصا وأن قوى دولية أكبر من الإمارات والسعودية تدفع في اتجاه إنجاح الانتقال الديمقراطي في تونس.