تعتبر مشاركة المرأة في العمل السياسي قاطرة كل دولة تطمح لتحقيق ديموقراطية حقيقية. فالكل يتفق على أن في مشاركتها إضافة نوعية لا محالة كما أن الكل واع بأنها فاعل سياسي من شأنه المساهمة في تنمية الوطن. إلا انها تبقى مناضلة بدون شرف تعاني من ثقافة مجتمع ذكوري ينقص من قيمتها ليس فقط فيما يتعلق بالكفاءة الخبرة والحنكة السياسية بل أكثر وأفظع من ذلك في شرفها، أخلاقها وكرامتها. لا يمكن أن تسلم أي مناضلة وممارسة للسياسة من شر بعض الخلق الذين يعلمون جيدا أنه ما دامت المرأة تعيش وسط مجتمع ذكوري فغالبا بمجرد سماعها لما يمس شرفها تترك العمل السياسي الذي يصبح مسببا لمشاكل عائلية كثيرة. لا يخفى على أحد منا أن انخراط المرأة في حزب يتطلب جهدا كبيرا (يمكن ان نعتبره نضال في حد ذاته) لإقناع الأسرة بذلك. بعض الأسر تسمح وتتقبل الفكرة والأغلبية ترفض ذلك، إذ بمجرد سماعها للفكرة حتى تتبادر إلى ذهنها تلك النعوت والصفات القبيحة التي تنعت بها أغلب الممارسات للسياسة وطبعا لن يقبل أي رب أسرة أو زوج ان يمس شرف امرأة من أسرته. كثيرات وإن كن زوجات وأمهات يعاكسن ويتعرض للتحرش والمساومة، كثيرات غادرن واختفين و قليلات من لازلن يواجهن بقوة وشراسة كل متطفل وقذر لا يرى في المرأة سوى الجسد. نساء حمامات، عاهرات ونساء صالونات... هي صفات للأسف لم تصدر عن أشخاص عاديين بل رجال سياسة لهم مسؤولية تجاه وطنهم وتجاه مواطني هذا البلد ذكورا وإناثا. هل سنأمل في تحقيق العدل والمساواة والمناصفة مع مثل هؤلاء؟ هل هؤلاء هم من نأمل أن يغيروا فكر ونظرة هذا المجتمع الذكوري تجاه المراة؟ أقول لكل هؤلاء نحن مناضلات شرفنا من شرف وطننا، شرفنا في حمل راية بلدنا عاليا، شرفنا أننا مغربيات لنا غيرة وحب لهذا البلد تتعدى انانيتكم وحبكم للكراسي. إنه لعيب وعار علينا جميعا أن نسمح لمن يعتبرون المرأة ثقلا وعالة على المجتمع أن يستمروا في إحباط وإقصاء نصف المجتمع. عيب وعار علينا أن نسمح لهم أن يعيقوا مسار التطور والديموقراطية التي نطمح إليها جميعا. وأن نسمح لبعضهم بنشر ثقافة سي السيد والعبودية. كنا وسنظل مناضلات حرات أشرف من الشرف شاء من شاء وأبى من أبى.