الوزير قيوح يدشن منصة لوجيستيكية من الجيل الجديد بالدار البيضاء    حقائق وشهادات حول قضية توفيق بوعشرين مع البيجيدي: بين تصريحات الصحافي وتوضيحات المحامي عبد المولى المروري    دراسة تكشف آلية جديدة لاختزان الذكريات في العقل البشري    الدورة ال 44 لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب بالمنامة .. السيد الراشيدي يبرز الخطوط العريضة لورش الدولة الاجتماعية التي يقودها جلالة الملك    حصيلة سنة 2024.. تفكيك 123 شبكة لتنظيم الهجرة غير النظامية والاتجار في البشر    الدكتور هشام البوديحي .. من أحياء مدينة العروي إلى دكتوراه بالعاصمة الرباط في التخصص البيئي الدولي    التجمع الوطني للأحرار يثمن المقاربة الملكية المعتمدة بخصوص إصلاح مدونة الأسرة    فرض غرامات تصل إلى 20 ألف درهم للمتورطين في صيد طائر الحسون بالمغرب    الدفاع الحسني يهزم الرجاء ويعمق جراحه في البطولة الاحترافية    38 قتيلا في تحطم طائرة أذربيجانية في كازاخستان (حصيلة جديدة)    رحيل الشاعر محمد عنيبة أحد رواد القصيدة المغربية وصاحب ديوان "الحب مهزلة القرون" (فيديو)    المهرجان الجهوي للحلاقة والتجميل في دورته الثامنة بمدينة الحسيمة    انقلاب سيارة على الطريق الوطنية رقم 2 بين الحسيمة وشفشاون    المغرب الرياضي الفاسي ينفصل بالتراضي عن مدربه الإيطالي غولييرمو أرينا    رئيس الرجاء يرد على آيت منا ويدعو لرفع مستوى الخطاب الرياضي    الإنتاج الوطني من الطاقة الكهربائية بلغ 42,38 تيراواط ساعة في متم 2023    تنظيم الدورة السابعة لمهرجان أولاد تايمة الدولي للفيلم    الندوة 12 :"المغرب-البرتغال. تراث مشترك"إحياء الذكرىالعشرون لتصنيف مازغان/الجديدة تراثا عالميا. الإنجازات والانتظارات    حركة حماس: إسرائيل تُعرقل الاتفاق    أخبار الساحة    الخيانة الزوجية تسفر عن اعتقال زوج و خليلته    روسيا: المغرب أبدى اهتمامه للانضمام إلى "بريكس"    عبير العابد تشكو تصرفات زملائها الفنانين: يصفونني بغير المستقرة نفسياً!    السعودية و المغرب .. علاقات راسخة تطورت إلى شراكة شاملة في شتى المجالات خلال 2024    برلماني يكشف "تفشي" الإصابة بداء بوحمرون في عمالة الفنيدق منتظرا "إجراءات حكومية مستعجلة"    الريسوني: مقترحات مراجعة مدونة الأسرة ستضيق على الرجل وقد تدفع المرأة مهرا للرجل كي يقبل الزواج    التنسيق النقابي بقطاع الصحة يعلن استئناف برنامجه النضالي مع بداية 2025    تأجيل أولى جلسات النظر في قضية "حلّ" الجمعية المغربية لحقوق الإنسان    بعد 40 ساعة من المداولات.. 71 سنة سجنا نافذا للمتهمين في قضية "مجموعة الخير"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الخميس    ابتدائية الناظور تلزم بنكا بتسليم أموال زبون مسن مع فرض غرامة يومية    جهة مراكش – آسفي .. على إيقاع دينامية اقتصادية قوية و ثابتة    برنامج يحتفي بكنوز الحرف المغربية    بورصة الدار البيضاء تستهل تداولاتها بأداء إيجابي    مصرع لاعبة التزلج السويسرية صوفي هيديغر جرّاء انهيار ثلجي    نسخ معدلة من فطائر "مينس باي" الميلادية تخسر الرهان    لجنة: القطاع البنكي في المغرب يواصل إظهار صلابته    ماكرون يخطط للترشح لرئاسة الفيفا    بطولة إنكلترا.. ليفربول للابتعاد بالصدارة وسيتي ويونايتد لتخطي الأزمة    نزار بركة: 35 مدينة ستستفيد من مشاريع تنموية استعدادا لتنظيم مونديال 2030    مجلس النواب يصادق بالأغلبية على مشروع القانون التنظيمي المتعلق بالإضراب    مجلس النواب بباراغواي يصادق على قرار جديد يدعم بموجبه سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية    باستثناء "قسد".. السلطات السورية تعلن الاتفاق على حل "جميع الفصائل المسلحة"    تقرير بريطاني: المغرب عزز مكانته كدولة محورية في الاقتصاد العالمي وأصبح الجسر بين الشرق والغرب؟    تزايد أعداد الأقمار الاصطناعية يسائل تجنب الاصطدامات    مجلس النواب بباراغواي يجدد دعمه لسيادة المغرب على صحرائه    ضربات روسية تعطب طاقة أوكرانيا    وزير الخارجية السوري الجديد يدعو إيران لاحترام سيادة بلاده ويحذر من الفوضى    السعدي : التعاونيات ركيزة أساسية لقطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني    ارتفاع معدل البطالة في المغرب.. لغز محير!    طبيب يبرز عوامل تفشي "بوحمرون" وينبه لمخاطر الإصابة به    ما أسباب ارتفاع معدل ضربات القلب في فترات الراحة؟    "بيت الشعر" يقدم "أنطولوجيا الزجل"    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رؤى البازركان، نجمة مضيئة في سماء المرأة العراقية

تعتبر الأعلامية والكاتبة والأديبة والفنانة رؤى البازركان، وما تحمله وما تتضمنه شخصيتها من افكار خلاقة، وابداعية، وجريئة، وصريحة، نجمة ساطعة تضيء سماء المرأة العراقية، فرؤى البازركان، اضافة الى كونها مذيعة، ومقدمة للبرامج، في قناة الفيحاء الفضائية وغيرها من القنوات والأذاعات ..الا انها تتصف، بكونها كاتبة جريئة ايضا، تكتب في مجال حقوق المرأة وتحررها، والشبكة العنكبوتية، تزخر كثيرا بكاتباتها ومقالاتها المشوقة، والأبداعية والجريئة، والتي تدعو الى منح المرأة حقوقا مساوية بالرجل، والى تحررها من نير استبداد بعض الرجال، سواء في العراق او في البلاد العربية الأخرى، من المحيط الى الخليج.
في لقاء معها غير مباشر، لم يكن معد له مسبقا، بشكل جيد، تحدثت معها عما يدور في خلجات نفسها من صراعات، وما تود ان تعبر عنه في مسيرتها الأعلامية والفنية، وفي كتاباتها المعبرة كثيرا، دار بيننا حديث هاديء ودافيء، وبعفوية مطلقة، تفاجأت به حقا، لم اكن اعلمها مسبقا بمضمونه، حتى اعرف ما يجول في خواطرها بعفوية وبصدق، ولم اقل لها انني اود نشره عبر الشبكة العنكبوتية، ومنتدياتها وصحفها الألكترونية، وكان هذا ما جرى بيني وبينها من حديث وحوار.
سألتها ان تعطيني نبذة عن حياتها وعملها فقالت: انا مقدمة ومعدة برامج في قنوات تلفزيونية واذاعية عديدة، اقيم في القاهرة، وحاصلة على شهادة بكلوريوس فنون جميلة- فرع الرسم من جامعة بغداد، وشهادة دبلوم ارشاد اجتماعي من معهد الفنون التطبيقية من بغداد ايضا... وعضوة جمعية التشكيلين العراقين وجمعية الباراسيكولوجي العراقية، واقوم باعداد وتقديم عدة برامج في اذاعة الرشيد، وقناة السومرية والبغدادية في بغداد والقاهرة.
قلت: تكلمت في كتاباتك عن الكثير من المواضيع الهامة، مثل العمل واهميته للمرأة، وعن التحرش الجنسي بالنساء، والرجل الدنجوان، وشرف وعذرية المرأة على أنها لعبة بيد الرجل، والحب وغيرها من الموضوعات الهامة: كما انك فنانة رسم موهوبة، اضافة الى كونك معدة ومقدمة برامج اذاعية وتلفزيونية.
قالت: نعم، فانا اعتبر العمل اساسيا، مهما كان مجاله، وذو قيمة حقيقية لوجود الانسان، ويحقق من خلاله انجازات، حتى ولو كانت بسيطة، فهي تعود عليه بايجابيات الوجود الانساني.. وفي مجتمعاتنا العربية التي يهيمن عليها الفكر الذكوري، يسيطر فكر ازدواجي لعمل المرأة، وكلما تزداد الحياة في متغيراتها السريعة، تشتد الافكار الازدواجية في تعصباتها ومشاداتها، في القاء اللوم على المرأة الواعية بحقوقها.. فبعد ان حققت المرأة نجاحات بجدارة وكفاءة في الكثير من المجالات والتخصصات التي تنوعت في السنوات الاخيرة، وبرزت في مناصب عديدة، متجاوزة بذلك من يدعي ان المرأة لا تصلح الا ان تكون مدرسة او طبيبة، لانها وظائف انسانية، وتتلائم مع نظرة المجتمع.. ادركت المرأة ان لها حقوق انسانية، لايمكن ان تنالها الا باستقلالها الاقتصادي، وتطوير ذاتها ورفع مستواها العلمي، وزيادة خبراتها، وانها قادرة على التعلم السريع والتطور، الذي اذهل الرجل في المجتمعات العربية، واخافه من ان المرأة اليوم، تشكل منافس حقيقي لكثير من المهن والوظائف، لانها دقيقة النظر في تفاصيل كثيرة، ولم تعد تعمل من اجل مساهمتها في رفع دخل الاسرة فقط، وانما من اجل ان تحقق وجودها الانساني، وفرض ذاتها وافكارها ومشاريعها، التي لا يمكن اليوم اغفالها او منعها.. فلم تعد المرأة الواعية تلك السكرتيرة التي تستغل من قبل مديرها، او الصحفية التي تكتب في مجال المكياج والطبخ، لكنها بدأت تعي ان اهتماماتها الانثوية ضرورة لا تهملها و تضيف لها الوعي بالعمل الجاد، الذي يؤهلها لان تكون مسؤلة وناجحة، ولها شأن في مجال تخصصها، ومن هذا اشتد صراعها مع الثقافة السائدة، التي تريد ان تطيح بجهود المرأة، التي حققتها في السنوات الماضية، والتي تنص على ان كل ما يحدث للاسرة من تفكك وانحلال، هو بسبب خروج النساء الى العمل، وتخليها عن دورها الحقيقي في البيت، وكأن المرأة هي المسؤل الوحيد عن الاسرة، وهرب الرجل من مسؤليته داخل الاسرة، وانكر متغيرات العصر السريعة، التي تؤثر على المجتمعات .. وظل الرجل الشرقي يعتبر العمل داخل البيت، اهانة لرجولته، وكأن كل اعمال الامهات والزوجات داخل بيوتهم، واحتضان الاسرة، هي اعمال دونية .. والرجل الشرقي يفهم دوره الفحولي، من خلال السيطرة والقمع للمرأة، واعتبارها ناقصة، وقدرتها ضعيفة، فلا يشعر انه رجل، اذا تفوقت عليه امرأة بعقلها .. وهذا ما رسخ في المفاهيم البالية لحقيقة عقل المرأة، وانها التابع المطيع.. وان النساء الفاشلات اجتماعيا، هم من ينجحون في العمل، وايضا من هذا، نفهم، ان من يطالب برجوع المرأة للبيت، وان العمل مفسدة للمرأة، هو يقصد المرأة الناجحة والمبدعة والمتميزة في مجال عملها، لانها منافس حقيقي للرجل، لكنه لم يطالب بارجاع العاملات في المصانع او الفلاحات في المزارع او الممرضات في المستشفيات، وحتى السكرتيرات، لان كل واحدة من هؤلاء لها فائدة تتحقق للرجل والمجتمع، دون ان تنافسه على موقع يعتبر نفسه هو احق به.. فلا زال الرجل في مجتمعاتنا، لم يحقق ذاته، فهو مقموع من سلطات اعلى، ولا زال ينافس الرجل الاخر، فكيف اذا سبقته المرأة بأدراكها الواعي؟؟؟؟.. فهذه الافكار آن لها ان تختفي من ذهنية الانسان، رجل كان او امرأة، آن الاوان للرجل، ان يعترف بعقل المرأة، وانها كاملة وقادرة على الانجازات الناجحة في ميادين العمل .. فلا يمكن ان تنهض المجتمعات التي تطالب بالديمقراطية والحقوق الانسانية الا بمشاركة النساء الحقيقية.
قلت: وماذا عن الحب في كتاباتك؟؟
اجابت:حين تلتقي العيون، وتتوسع الاحداق .. وتهطل على القلب الخفقات المدوية، في كل الاطراف المرتجفة، وتسطع حرارة الشمس في الوجنات المحمرة، لتنذر بربيع يحمل ثمار الفرح والسرور.. مزيج من المشاعر المرهفة والمتناقضة، خوف وفرح، خجل وثقة بالنفس .. انتفاضة من الحيوية في العروق والاوردة، تزيد التفاؤل بأنفاس، من نسائم اللطافة في الكيان .. هدوء، وربما صمت بسرحان في البعيد، هو مشهد البداية للحب الجميل .. كيف يحدث هذا فينا؟؟؟ ويغير كل مسارات الطاقة السلبية، الى ايجاب ايجابي وايجابية ؟
قلت :وماذا عن الرجل الدنجوان الذي كتبت عنه ايضا؟؟؟
اجابت:الدنجوان، هو شخصية عالمية، اثارت الجدل على مستوى الادب والشعر والدراسات الاجتماعية والنفسية.. اتصفت بصفات مثل الوسامة, الجاذبية والسحر، وقد تساعده الشهرة والمنصب، والمادة في جذب اكبر عدد من النساء .. الدونجوان يشعر بمتعة القنص ..قنص الضحية، اي المرأة، وتصل متعته الى اقصى درجاتها، حين تقع المرأة في شباكه..والدونجوان، شخصية منتشرة بكثرة في عالمنا العربي، حيث ان الكثير من الاخطاء، تمارس في تربية الطفل، من قبل الام والاب، واكثر ما ركز عليه المختصون في العلاج النفسي، ان هذا الطفل دلل دلال كبير، لكنه لم يحصل على الحب الذي يريده، خاصة من امه، وخزن في اعماقه، انه طفل غير محبوب، رغم ان كل من حوله يؤكدون له، ان امه وابوه هم اكثر شخصان احباه، وتمر به السنين ليكون همه الاول، هو البحث عن الحب المفقود في الطفولة، حب الام، كما كان يريده، وتعويض نقص حب الام بحب امرأة، فلا يجده، فتتعدد دونجوانياته على نساء كثيرات دون جدوى .. وهنا نصل الى شخصية الدونجوان، الذي يشابه في الشخصية، كزانوفا والسايكوباثي باختلاف مراحل هجر الضحية، اي المرأة بعد الغدر بها .. فالسايكوباثي مستغل للمرأة بكل صور الاستغلال جسديا وماديا ..كذاب، يعد ولا يفي، ويصل سلوكه الى ارتكاب الجريمة.. يحطم المرأة ويتللذذ بعذابها، هذه الشخصية المنحرفة، يؤكد اطباء النفس، لايمكن شفائها.. اما الرجل كزانوفا، اللحظة التي يهجر فيها المرأة، تكون حين يشعر انها وقعت في شراك حبه، يكرهها ويختفي من حياتها، لتصبح امرأة محبطة، تفقد الثقة بنفسها.. اما الدونجوان، بعد ان يصل الى مبتغاه في ايقاع المرأة في مخدع الفراش، يكرهها ويهجرهها دون النظر الى الخلف، مسرعا للوصول الى امرأة اخرى، بعد ان ظن بانها ربما ستمنحه الحب الذي فقده سابقا، في الطفولة .. والرجل الدونجوان، نهم، ومتعدد العلاقات في ان واحد، ولايكتفي بأمرأة واحدة، وهو عاشق كبير للمرأة، وبحوزته مفاتيح لكل امرأة، يفهم بالفطرة كيف يتعامل معها، في حديثه سحر الكلمات، يمتلك مغناطيسية تسحب حتى النساء المستعصيات، فهي شغله الشاغل، وتصبح اكبر هدف يصوب نحوه، اذا تمنعت عنه، ولم تعترف انه الرجل المناسب لها .. الدونجوان، هذه الشخصية التي تبهر النساء خاصة المرأة التي تنتظر الفارس، او المخلص، اي انها تعيش اوهام الحب، هذه المرأة اول ماتقع في حبه .. وفي مجتمعاتنا العربية، الرجل مقهور عاطفيا ونفسيا، وتابع لرئيسه في العمل، واول ما تتحاح له فرصة التفرد بمركز، صار دونجوان يمارس ذكوريته بالاستمتاع، باستقطاب اكبر عدد من النساء، ويمارس ادعاء الدونجوانية عليهم، وانه معبود النساء، حيث يغلف النفايا بأرقى الاغلفة.. ولكن عندما يقف امام المرآة ويرى حقيقته التي اخفاها، يجد انه يكذب على المرأة، وعلى الحب، ويكذب حتى مع نفسه.. ولاننا مجتمعات، لم نتعلم الحب، ولا نعرف كيف نحب، ولا نعي مفهوم حب انفسنا.. نتغنى بالحب، ولا نعرف ما هو الحب.. ونعتبر المرأة حين تحب، هي امرأة تستحق الرجم، فنكثر عليها الطعناة.. ونحتفل بالانتصار، لاننا هزمناها دون ان نعي، ان الرجل والمرأة خلقوا من نفس واحدة.. وقد يستفيق مدعي الدونجوانية اذا اطاحت به صدمة، تستفيقه، وتعيد اليه الوعي، ليرى سلوكه وافعاله السيئة، قد يطلب العلاج حينها.. لنتعلم كيف نحب انفسنا حتى نستطيع ان نعطي الحب دون ان نجرح او نكره في الحب، ولان الانسان الطبيعي والسليم، حين يجد الحب، يكون في حالة ايجابية، مع نفسه ومع الاخر.
قلت: وما هو رايك بالتحرش الجنسي الذي تتعرض له المراة بشكل عام، سواء في شوارعنا العربية او في مواقع عملها وخلافه؟
قالت: من أين يستمد الرجل مشروعية فعل التحرش الجنسي بالمرأة ؟ ولماذا تبقي المرأة، تعرضها للتحرش الجنسي سرا لا تبوح به ؟ إن النساء في أغلب دول العالم، يتعرضن الى ظاهرة التحرش الجنسي .. الذي يعتبر من أنواع العنف المقصود، والموجه ضد، المرأة، ويصل في أحيان كثيرة، الى جريمة الإغتصاب.
واضافت متابعة حديثها، يقصد بالتحرش الجنسي، أي سلوك تطفلي، مضمونه جنسي، يجعل المرأة مهددة في أمنها وسلامتها، بدنيا ونفسيا تحت الضغط، دون رغبتها، من شخص تعرفه أو لاتعرفه، لكن في عالمنا العربي، الذي تغلبت فيه الخطب بالمثل العليا، دون تطبيقها، والواقع، هو لا أخلاق، فلا قانون يردع أو يعاقب المتحرش, هل منكم من يؤكد انه شاهد أو سمع امرأة تصرخ في مكان ما؟؟؟ نتيجة تعرضها للتحرش؟ وكم منكم من راح يدافع عن امرأة تطلب حمايتها من متحرش؟
في دراسة أعدها المركز المصري لحقوق المرأة، تضمنت، رصد أشكال متعددة من التحرش، مثل البصبصة بعيون وقحة، والتلفظ بالكلمات الجنسية البذيئة، وترديد صفات تشير الى مفاتن المرأة، والتغزل بها، أو التصفير والملاحقة، وتصل نسبة هذا النوع من التحرش الى 38% .. ويتطاول المتحرش الى لمس مناطق من جسم المرأة وخدش حيائها، وكانت نسبة هذا التحرش40% وأما المتحرشون المرضى نفسيا، الذين يقومون بكشف أعضاءهم التناسلية بوجه النساء في الشارع، كانت بنسبة 15%، ومن حالات التحرش القديمة الحديثة، الإتصالات التلفونية المزعجة والمتكررة في أوقات متأخرة من الليل، والتلفظ بعبارات غير مهذبة، وتوجيه إتهامات كاذبة، كانت نسبتها 28% .. وفي العمل، يأخذ التحرش الجنسي شكل آخر من الضغوط والتجاوزات التي تقلق المرأة، كتكرار دعوتها للخروج، أو فرض إيصالها لسكنها، لتكون طوع الرجل، وهذا التحرش، نادرا ما تبوح به المرأة، خوفا من فقدان الوظيفة، وتكون المرأة مع الأسف، أسيرة الحاجة، في مجتمعات تعتبر حاجة إنسانها، نوع من سياسة الإخضاع .. وأفعال التحرش المقصودة واللاأخلاقية، هذه شائعة في مجتمعاتنا العربية، ومنتشرة في الأماكن العامة، كالشارع والمواصلات، بالإضافة الى تفاقمها في أماكن العمل والجامعات، وصولا الى البيت .. ولهذا كان وما يزال يخشى على المرأة الخروج أو السير وحيدة، فالخوف والقلق، مرافق لنا، نتيجة عدم وجود أمان، وحقوق للإنسان في الشارع، مما يسهل القيام بفعل التحرش، لأن الضمائر غافية في سبات عميق.
قلت: وماذا عن شرف وعذرية المرأة التي اعتبرتيه لعبة بيد الرجل في مقال آخر لك؟؟؟
قالت: هناك الكثير من الاشكاليات الازدواجية، التي تعاني منها مجتمعاتنا العربية بين المرأة والرجل، وتخضع هذه الاشكاليات، لمأزق في فهمها وتطبيقها، على حساب الطرف الاخر، وغالبا ماتكون على حساب المرأة، كما يؤكد الناشطون في حقوق الانسان وقضايا المرأة.. فمن هذه الاشكاليات، مفهوم الشرف، وكيف يفهم في مجتمعاتنا تجاه المرأة، بخلاف ما يفهم تجاه الرجل.. فمن تغييب لعقل المرأة، واختصارها بالجسد، الى اختزال شرفها بالعذرية... حيث لازالت المجتمعات العربية، يخضع الزواج فيها لتقاليد وطقوس، يمارس فيها تقديم الدليل المادي لشرف المرأة، بمنديل يحمله الزوج، فيه قطرات الدم، ليثبت طهارتها وبرائتها للشهود من العائلة والجيران، المتسمرين والمنتظرين خروج الشرف من الباب.
اي ان ليلة الدخلة، هي امتحان للمرأة دون الرجل، فالمعاير الاخلاقية في مجتمعاتنا، تفرق بغباء بين المرأة والرجل، وتعتبر جسد المرأة، هو ملك للزوج والعائلة والعشيرة، وشرف المرأة، مرهون بالجزء السفلي.. هذا ما اكدته الروائية زكية خيرهم، في برنامج لعبة الحياة، موضحة كيف انها واجهت الرجم بكل انواع الحجارة، واتهمت بالفكرالغربي الداعي الى التحرر والانحلال، بعد نشر روايتها نهاية سري الخطير.. ولكن هناك الكثير من الحالات، لا تظهر فيها قطرات الدم هذه، فتقع المقصلة على رقاب النساء، دون فهم علمي للعذرية .. في مجتمع لا يحترم الجسد، ولا الذات، بينما تمارس فيه عمليات الترقيع بمنتهى الفضيلة، بدراهم قليلة، بعد ان اجازها رجال الدين.. لتقول المرأة هاكم دليل شرفي، هذا ما تريدون؟ فيبارك المجتمع شرفها المصان.
قلت: اضافة الى كونك كاتبة مبدعة، فانت فنانة رسم متألقة ايضا، ومقدمة برامج اذاعية وتلفزيونية ناجحة، فمنذ متى تكتبين وترسمين اللوحات الفنية وتعدين البرامج وتقدمينها ايضا، وكيف هي علاقتك بالوسط الاعلامي؟ ؟
اجابت: في البداية بدأت علاقتي بالوسط الاعلامي والصحفي عن طريق الكتابة، عن هموم المرأة، وقضاياها في المجتمع، والكتابة هذه، فتحت لي الافاق للعمل في الاعلام، وساعدتني في اعداد البرامج الاجتماعية والنفسية، والحصيلة لحد اليوم، اربعة برامج، الاول كان على قناة السومرية، يحمل عنوان "آدم وحواء" قدمته مع الفنان رياض شهيد، والثاني كان على قناة البغدادية، يحمل عنوان "العين الاخرى" يعالج القضايا الباراسيكولوجية والنفسية، والثالث برنامج "لعبة الحياة"، الذي فتح ملفات شائكة وقضايا معقدة، بين الرجل والمرأة في المجتمع، بالاضافة الى برنامج "منبر العراقية" من اذاعة الرشيد.
هذه هي الأعلامية والفنانة المتألقة والأبداعية رؤى البازركان، ذات الشخصية الجذابة والقوية، والتي تعبر بكفاءة واقتدار، عن طموحات واحلام وشخصية المرأة العراقية الأبية والطموحة والمثقفة والخلاقة، فبكل اقتدار وعن جدارة، تستحق لقب (النجمة المضيئة، في سماء المرأة العراقية)، رغم تغربها عن وطنها لأسباب معروفة للجميع، فكل التحيات وأجملها واطيبها لها، في غربتها واينما حلت ورحلت.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.